1981/12/31

مبارك حبنا

أيتها الجميلة

الجالسة على عرش قلبي كملكة

توجتها في مملكة حبي ملكة مدى الحياة

وصنعت لها من شعري تاجا

رصعته بجواهر قبلاتي ودموعي

وراء براءة الطفولة في نظرات عينيك ألمس تفجر الأنوثة

ومن تحت كثبان ثلوجك القطبية يلفحني لهيبك البركاني

أحب حتى كذبك – الصدق

أحب حتى امتناعك – القبول

أحب حتى تهربك – الدعوة

أحب حتى تفلت أصابعك من كفي

أليس ذلك دليلا رائعا أنها موصلة جيدة لتيار حبي ورغبتي

أيتها الحبيبة

في محراب حبك أقف

ومن أجل عينيك أصلي

وأنزف دمي ودموعي وشعري دفاعا عن خيمتك الغجرية

مقاوما كل الذين يريدون اختطافك وتزويجك عنوة من شيخ القبيلة

مقاوما بجسدي كل الرياح التي أتت لتأخذك بعيدا عني

أيتها المقدسة

ملعونة شريعة القبيلة

ملعونة مضارب الشيوخ

ملعونة خناجرهم وأموالهم وعبيدهم

ملعونة شوارب الآباء

ولعابهم النازل طمعا

والتزلف

والمال

والنفخة الكاذبة

ملعون كل شيء

ومبارك حبنا

1981/11/30

انتحار

كلما تصفحت كتب التاريخ

ألتقي في كل صفحة بعاشق

أعلن حبه لكل الناس

قدموا له أجمل فتياتهم

على طبق من ذهب

لعله يترك حبيبته

ولم يتركها

وضعوه في الزنازين الانفرادية

منعوا عنه الماء

والغذاء

والأوكسجين

فلم يرتدع

وأخيرا

قرروا أن يحرقوه

فجمعوا الحطب

ورشوا عليه الكاز وعنجهية القبائل

وأشعلوا فيه النيران

وتقول كتب التاريخ

إن النيران التي أكلت جسده

عشقته

وندمت

فأكلت نفسها

وانتحرت

1981/10/31

أستطيع ولا أستطيع

أستطيع أن أتحمل الجوع والعطش

أستطيع أن أقضي طوال الصيف في صحراء الربع الخالي

وأن أقضي طوال الشتاء في القطب الشمالي

أستطيع أن أتحمل كل ذلك

ولكنني لا أستطيع أن أتصور

ولو للحظة واحدة

أن أحدا غيري

ربما ترينه في أحلامك

ولو كعابر طريق

ربما أكون أنانيا

وربما أكون مثاليا

وربما أكون

ولكنني اغفر لنفسي كل ذلك

فحتى الكائنات ثنائية الجنس

تفضل الموت

على أن يغازل جزأها الأنثوي

غير جزئها الذكري

1981/09/30

لا يدخل جنتي إلا المحبون

ما لم يروه احد عن السيد المسيح انه قال:

الحق الحق أقول لكم

ما من احد أحب بصدق

إلا وجاء يوم القيامة يقول: ”ربي .. ربي ..اجعلني مع من أحببت“

فيقول له الرب: ”يا عبدي أولا تطلب الجنة؟!“

فيقول: ”ربي .. ربي ..اجعلني مع من أحببت“

فيقول الرب: ”حتى ولو كان من أحببت في النار؟!“

فيقول العبد: ”حتى ولو كان من أحببت في النار“

فيقول الرب: ”بوركت عبدي

فوعزتي وجلالي

لا يدخل جنتي

إلا المحبون“

1981/08/31

صورة

في الجدار المقابل لي

صورة لطفلة شقراء الشعر

على رأسها طاقية حمراء

وعلى شفتيها ابتسامة

أما نظرة عينيها فتوحي بثقة بالنفس

تصل حد الغرور

لا شيء يحدد هوية الطفلة

أو انتماءها الزماني

أو المكاني

ولكن ما يبقى خارج حدود الشك

هو أن من رسم صورة هذه الطفلة

كان يفكر في ذات الوقت

بامرأة عشقها حتى العبادة

فسحقته حتى العظم

1981/07/31

عندما أحببتك

عندما أحببتك

كنت اعرف أنني سوف انزف حتى النخاع

وأنني سوف احمل الكرة الأرضية فوق كاهلي

وأنني سوف افتقد لذة النوم

كنت اعرف كل ذلك

وأحببتك

1981/02/28

أيتها الصديقة

أيتها الصديقة

ألم تتعبي بعد من انتظار تلك الكلمة مني؟

الم تستنتجي إن ما بيننا لا يمكن أن يكون حبا؟

كم أنا حزين من أجلك

هل يجب أن أتكلم بخشونة مع كل فتاة أقابلها

لكي لا تقع في حبي؟

هل يجب أن لا أتكلم معها حتى في الفن

أو الأدب

أو السياسة؟

حتى في تقلبات الطقس؟

أو الامتحانات؟

أيتها الصديقة

عندما أبديت إعجابي برواية كنت تقرئينها

أو بتنورة كنت تلبسينها

لم أكن أتوقع أن تستنتجي

أن كلامي ذلك

بوح غير مباشر بالحب

أيتها الصديقة

ربما كان إقناعك

أسهل مليون مرة

من إقناع حبيبتي

بان تمتلك الجرأة

لكي تقول لي:

”احبك“

1981/01/31

تعلمي قراءة العيون

تعلمي قراءة العيون، يا صغيرتي

تعلمي قراءة الأفكار

وحاولي – لو مرة واحدة – أن تفهمي الأشعار

واعترفي فإن من أحببت، يا جميلتي

لا يقبل الأعذار