1982/05/31

أنا شامخ مثل الجبال

أنا شامخ مثل الجبال. فتطاولي، إن شئت أن تتطلعي في بؤبؤي

أو حاولي أن تلبسي جسدي، على الثوب المضمخ بالثلوج وبالتوقد، إنني زوجت ذاتي للكآبة والهموم فهل رأيت توغلي في الطين حين تنوء بالخلق الجوارح؟ فاذهبي بين الزحام إلى انتهائك. أو دعيني، أصطفيك إلى خلودي، في التفرد والظلام، تأنثي في شعري الليلي، يا طفل النهار، تأنثي.

حواء أنت، وقد خرقنا سنة التفاح والأفعى معا

أنا من تقمص صورة للطين، فانتثرت نهاياتي

تنتابني سحب المباخر، كلما هيأت نفسي للدخول إلى بدايات التوحد، تعتريني رعشة عند افتراشي غيمة أهذي وخفاشي يجوس مداخل المدن الحرام، أجن إن صدت خفافيشي المدائن

ويجن خفاشي، فيهمي دمعه عند انتهائك في الغيوم

هو ذا اعترافي. فاقرئيه على شياطين تزورك في الليالي. إنني أعلنت أني لا أريد سوى التوحد مع ظلالي، مع تموج شعرك، المدفون في طفل النهار

هو ذا اعترافي. فاقرئي شعري على جمر الرماد، فتعتريك صبابتي

عرقي يؤنبني إذا امتصت جذوري بسمة لم تبك منذ طردت من جناتي

فتطاولي حتى أريك حشاشتي

وتطاولي حتى تري أني ولدت من الأزل

إني نذرت عقودي العظمية، السوداء للخمر المعتق. فاشربي خمري بشعري والهموم. وحاولي أن تقطعي شريانك العادي بالعادي من عبث التراب

أنثاي، إني لم أكن إلا قياما في حضورك والغياب

ولقد أضعت مناقبي حين استويت على جبالك. فاصطفي صدري مناما. واصطفيني قاعة للعشق. إني مت حين عكستني صورا لها أطر بهدب كالخناجر والسهام