1996/04/30

كل الشكر

الشكر، كل الشكر، للريح الذي جلبته عاصفة المساء

حين اشتبكت مع الهواء، بشد أطراف الرداء

وتألقت ساقان من نور أغاظ الشمس، في كبد السماء

فركضت تختبئين مني، بين جدران البناء

والضحكة الخجلى تزلزلني، وتحرق لي دمي، فيفور كالبركان، في جسدي الذي ترويه (قبل الماء) هفهفة الملابس، فوق أجساد النساء

أنثاي، إنك (مذ عرفتك) كل ما في الكون من جنس النساء

بل أنت روح الروح، إكسير الحياة، ولحنها العلوي يخترق الفضاء

إني أمامك، مثل أطفال المدارس، رغم كل ثقافتي، أتعلم الأشياء

وأعيد تشكيل الثقافة مرة أخرى، ألفا على ألف، وياء بعد ياء

حب: أقزقزها كعصفور، أحيل حروفها لغة، أزقزقها، وأشتق المباني، والمعاني، والظروف

حب: أحيل حروفها لغة من الأوهام، أخلقها فتخلقني، وأكتبها فتكتبني، وأنقر مثل عصفور سعيد، ما صنعت من الدفوف

هل تهربين من الهوى، أم تهربين من الهواء؟

وإلى متى، أبقى بقرب النار، تلسعني، وأبقى أستضيء، ولا أضاء؟