لقد أُسْمِعْتِ(لو ناداكِ حي)
ولكن لا حياة لمن ينادي
زمانانا قد اختلفا كأني
تركت الكهف من بعد الرقاد
وجدت الناس غير الناس حتى
كأني قد خلقت على انفراد
أنا روح من التاريخ جاءت
تهيم لوحدها في كل نادي
ولي لغة قد انقرضت وصارت
طلاسم قد كتبن بلا مداد
فكيف أعيش في الدنيا وحيدا
ومغتربي الحواضر والبوادي
لهم يومان من خمر وأمر
وليس ليوم أمري من نفاد
أحبك غير أني لست أرضى
لمن يهوى الفؤاد بذا الفؤاد
فؤادي متعب صخب شقي
لحوح في الرغائب والمراد
أنا طفل تقمص جسم كهل
طويل الصمت دهري العناد
ونفسي كالجبال لها شموخ
صموت تستنيم على اتقاد
أنا طفل برغم الشيب مني
وقد غلب البياض على السواد
فأبدو كالخمائل في هدوئي
وجمري كامن تحت الرماد