كلا ..
لم أعد أحبك ..
ولن أعود
كيف تريدني أن أحبك ..
وقد أنكرت حقي في أن أحبك أو لا أحبك؟
كيف تريدني أن أحبك ..
بعد أن اكتشفت أن كل ما همست به في أذني لم يكن إلا مجموعة من الأكاذيب همست بها قبلي في آذان الكثيرات
وستهمس بها بعدي في آذان الكثيرات؟
كيف تريدني أن أحبك ..
بعد أن خسرت احترامي وعلمتني احتقارك؟
كيف تريدني أن أحبك ..
والغريب البعيد رأى في عيني الخوف والدموع
وأنت القريب لم تر فيهما إلا انعكاس طلعتك البهية في سوادهما؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وكلما ازدادت ثقافتي ازداد إحساسك بجهلك وتفاهتك؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وكلما ازداد عدد المؤمنين بي ازددت لي تكذيبا؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وكلما ازداد طول قامتي اعتبرت ذلك ازديادا في قصر قامتك؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وقد اكتشفت أنك لا ترى مني إلا الجسد
ولا ترى من الجسد إلا ما يشبع جوعك ويعوض عقد النقص الكامنة فيك؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وانبهارك بكلماتي لم يكن إلا جسرا تصل عليه إلى شفتي
وإعجابك بقصائدي لم يكن إلا طريقا تصل به إلى قلبي ثم إلى صدري؟
وتقديرك لملابس صلاتي لم يكن إلا مطلعا لقصيدة تختتمها بوصف مفصل لملابسي الداخلية؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وقد تحولت كلمات الحب التي تبادلناها ذات يوم من شموع تؤنس وحدتي وتنير عتمة حياتي إلى أوراق تبتزني بها وتساومني لأستسلم لنزواتك وشهواتك وغرائزك؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وقد اكتشفت أنك لست بطلي الذي يحميني من الذئاب والثعالب بل واحدا منهم؟
كيف تريدني أن أحبك ..
وأنا في أمس الحاجة إلى من يحميني منك؟