2009/08/31

كوميديا سوداء

استيقظت فجأة على أصوات تبتعد .. لعلها أصوات وقع أقدامهم على الحصى. فتحت عيني فإذا ظلام دامس. ربما كانت عيناي مغطيتين بشيء ما. حاولت أن أحرك يدي لأزيح الغطاء عن وجهي فلم أستطع.

ولكن مهلا .. فليست هذه طريقتي في النوم .. فذراعاي ممدودتان على امتداد جسدي .. وكذلك ساقاي .. وأنا ممدد كمسطرة على إحدى حافتيها.

حاولت أن أرتجف من البرد. حاولت أن أتنفس. ولكن أين الهواء؟ ومن أغلق النوافذ؟ صرخت فلم أسمع صوتي .. لعله كابوس .. كثيرا ما أصابني وكان يذهب في سبيله .. سيذهب في سبيله ..

أغلقت عيني .. سمعت صوتا كالرعد .. ملأني الرعب .. سألني الصوت عدة أسئلة لم أفهم منها شيئا .. ذاكرتي ممسوحة تماما

يبدو أنه قد يئس .. لأنه توقف عن طرح الأسئلة .. وقهقه طويلا وهو يبتعد ..

2009/08/03

الخطيب الصغير

كنت في عمر أصغر قليلا من عمر صاحبك، عندما سرقت مفتاح الجامع، وأغلقته علي من الداخل، وتسلقت درجات منبر الخطيب تسلقا. ووقفت ساعة أخطب في الجمع المحتشد افتراضا في الجامع.

وعندما مللت الخطابة، وشعرت بالجوع، نزلت الدرجات التي تسلقتها واحدة واحدة. وحاولت أن أفتح الباب الذي كنت قد أغلقته فانكسر المفتاح في قفل الباب.

وعندما جاء المصلون ليصلوا الظهر، لم يستطيعوا الدخول. فصلوا في باحة الجامع.

وأحضروا حدادا ليحاول فتح قفل الباب المغلق دون أن يكسره. فمكث حتى ما بعد صلاة العصر، التي صلوها أيضا في باحة الجامع.

وعندما أنهى الحداد عمله خرجت من الجامع طيرانا، كأنني عصفور فتحوا باب القفص الذي حبسوه فيه.

ومن العجيب أن أبي لم يعاقبني على ذلك الفعل.

ولم أحاول بعد ذلك صعود أي منبر لا في جامع فارغ من المصلين ولا في جامع مليء بهم.