2015/01/11

المنفضة

- ”هذه المرة سأسمح لك أن تتزيني للضيوف .. ضعي المزيد من الماكياج لكي تختفي هذه الكدمات. ولا تنسي أن تستقبليهم عندما يأتون بابتسامة كبيرة. أريدهم أن يحسدوك يا عزيزتي على السعادة التي تعيشينها“

* * * * * * *

لم أصدق أذنيّ عندما سمعته يطلب مني أن ألبس فستاني الأسود .. فلطالما منعني من ارتدائه لأنه كما كان يقول ”أوفر“ أكثر مما يجب ..

- ”أريدك أن تلبسي هذا الفستان تحديداً“

صعقت ..

- ”ولكن ..“

- ”البسيه!“

- ”ولكن ..“

- ”البسيه .. سيساعد في تحويل انتباههم قليلاً“

* * * * * * *

سارت السهرة كما أراد تماماً .. كانت أعينهم، طوال الوقت، مشدودة إلى الجسد، الذي ساهم الفستان الضيق الأسود اللامع في إبراز كل تفاصيله، ولم ينتبه أحد أبداً إلى الكدمات التي حاولت إخفاءها طبقات الماكياج ..

وما أن خرج الضيوف حتى اقترب مني

- ”هيا إلى السرير!“

- ”طلقني!“

* * * * * * *

أعددت حقيبتي، وجلست أنتظر خروج أخي من غرفة الضيوف التي جلس فيها مع زوجي ..

بعد زمن أحسسته دهراً خرج أخي من الغرفة لوحده ..

- ”أنا جاهزة“

لم يجب .. نظرت في عينيه .. أرعبني ما رأيت فيهما ..

كررت بقلق:

- ”أنا جاهزة ..“

- ”لن تذهبي إلى أي مكان“

- ”ماذا تقول؟“

- ”أقول ما سمعتِ“

- ”ولكن ..“

- ”اسمعي .. لو كنت زوجك لما بقيتِ على قيد الحياة لحظة واحدة“

- ”لقد ضربني“

- ”اشكري الله أنه لم يقتلكِ“

- ”ماذا تقول؟“

- ”اسمعي. لن تخرجي من هذا البيت إلا إلى القبر“

- ”ولكن ..“

أشاح بيديه فسكتّ .. أطفأ سيجارته في المنفضة .. وخرج