1995/12/31

أرجعي إن شئت أشعاري

أرجعي إن شئت أشعاري، وباقي الذكريات

واهربي مني إذا شئت، بكل الطرقات

واجلسي حيث تشائين، ككل الأخريات

لم يعد ثمة مغزى في جميع الكائنات

لم يعد ثمة معنى لجميع المفردات

هو حب صامت، تعجز عنه الكلمات

هو حب رغم أنا نتفادى النظرات

فلماذا ..

حين نلقى بعضنا، نهرب في كل الجهات؟

1995/10/31

الحوت

يلملم أشلاءه الحوت

ويغسلها بالقصائد والملح، يبكي (ولكن بصمت وراء القناع الذي يرتديه). يداعب أطفاله في المساء. ويكتب مرثية البحر، يمزج في الحلم أضداده، أو يفتش بين القنالات عن واحد ساهر للصباح.

يلملم أجزاءه الحوت.

يرمم ما دمرته التي قد دعته بكل اللغات إلى بحرها، ثم دعته عنها.

هو الموت، يقبع في كل زاوية يشتهيها.

ولكنه لا يموت

1995/08/31

دم العندليب

حلت المسألةْ

في المساء الكئيبْ

والتي كان غنى لها مقتلهْ

مسمرته على خشبات الصليبْ

واستراحت من المشكلةْ

عندما أنشبت قوسها في فؤاد الحبيبْ

وانتشت شفرة المقصلةْ

من دم العندليبْ

1995/06/30

مكشوف

مكشوف أنت وإن حاولت

أن تهرب من ألفاظ الحب

سيزل لسانك يوما ما

ويعبر عن مكنون القلب

عيناه، وإن صمتت شفتاه، ستفضح ما يخفيه الصب

العاشق مكشوف حتى لو لف ودار

فتوقف عن صنع الأعذار

كي تسمع صوتي ليل نهار

لا تخجل إن نطقت شفتاك، بما في صدرك، من أسرار

فالحب، ككل المخلوقات

بعض من إبداعات الرب

قدر من أحلى الأقدار

1995/04/30

حب من جهة واحدة

لا تركض خلفي بجنون

فالدرب مليء بالألغام

حب من جهة واحدة

حب محكوم بالإعدام

لا، لست أحبك، أخرجني

من رأس تسكنه الأوهام

فالحب بلا أمل وهم

أو حلم من بين الأحلام

وخريفك ليس يناسبني

فأنا في مقتبل الأيام

1995/03/10

عادي جدا

عادي جدا، هذا اليوم، ككل الأيام الأخرى

عادي جدا، جاء، وراح، ولم يترك حتى ذكرى

فالهاتف، ظل كعادته يتجاهلني ببرود الموت

ويمد لسانا في وجهي، ويقهقه كالشيطان بوادي الصمت

لم يرسل لي أحد حتى قارورة عطر

أو قلما، يكتبني في الليل، قصيدة شعر

أو أمنية بحياة، لا يملؤها القهر

عادي جدا، هذا اليوم، فلم يحمل غير الأحزان

ومضى ملفوفا بالنسيان

1995/02/28

قصائدي

قصائدي بعض حزن أنت مبعثه

وليس غير الجوى ما يبعث الشعرا

قصائدي صرخة المطعون من ألم

وإن ما بي أنا قد ينطق الصخرا

لكنني رجل تأبى كرامته

أن يسمع الناس من أناته نزرا

فأكبت الدمع بالأشعار اكتبه

لعل أبياتها لا تهتك السترا

ألوي عنان لساني أن يبوح بما

يجول في خاطري يعصرني عصرا

بيني وبينك دهر لست أجهله

وغابة من مشيب تفضح العمرا

بيني وبينك فقر لا حدود له

وأن أرضي أنا لا تنبت الزهرا

وأنني في زمان لست أقبله

حتى ولو زادني من عنده دهرا

وليس يقبل حتى أن يجاملني

أو يكظم الغيظ أو يمقتني سرا

أنا وحيد به لا أرتجي غده

ولا أحن لماضيه الذي أزرى