وحيدا احتسي قهوتي
وأسرح في قمر لا يجيب
أرى هدهدا يمسح لي دمعتي
ويأخذني للحبيب البعيد
في منتصف الليلْ
يتغير معنى الكلماتْ
يصبح أحلى
في منتصف الليلْ
يتغير صوت الموجاتْ
أسمع صوت حبيبي الأغلى
في منتصف الليلْ
تهمس أحلى شفتين بكلمة أهلا
في منتصف الليلْ
أجعل أجمل ملكات جمال الكونْ
من وهبتني الشفة السفلى
في منتصف الليلْ
يستر شعرك جسدي العاري، فتصيرين الفارس فوقي، وأنا تحتك خيلا
في منتصف الليلْ
أتماهى فيك، فترتفع الأمواجْ
يتمازج ماء البحر بماء البحرْ
والآهة تصبح أعلى
أنا مثلكم جميعا:
لم اخلق نفسي بنفسي،
فقد خلقت كما خلقتم.
لم أكن ما أنا إلا لأنكم ما انتم.
فأريحوني واستريحوا.
فكيف تحاكمونني على أخطائي وما هي إلا بنات خطيئاتكم؟
أريحوني واستريحوا،
فلو لم يكن في نفوسكم ما في نفوسكم لما كنت ما كنت،
ولما أصبحت ما أصبحت،
ولما فعلت ما فعلت.
فأريحوني واستريحوا.
سأقول فكذبوني:
من اخترع سداسية الأسداس الست؟
أنا أم انتم أم القدر؟
* * * * * * *
يرحمك الله،
يا من سحقني هوسك بالسياسة والنساء،
فضيعتني كامرئ القيس صغيرا قبل أن تحملني دمك كبيرا.
يرحمك الله،
فلم افهم بعد الحكمة في أن تتركنا وأمي دون غيرنا في واد غير ذي زرع،
على أمل أن تهوي إلينا أفئدة من الناس.
ولم افهم أن تغيب عنا كل هذه السنين
لتخبرني ذات صباح انك ترى في المنام انك تذبحني.
لم افهم لأنك قد ذبحتني فعلا فيما توهمته مناما!
فهل تراني ولدا عاقا لأنني لم احضر حفلات زفافك العديدة؟
أم لأنني لم أخض حروبك بسيف من خشب ضد طواحين الهواء؟
كم عاقبتني لا لذنب ارتكبته،
وكم شوهني أن تذنب فأعاقب،
وان تشق عصا الطاعة فأجرجر،
وان أذوب كل صيف
أنا والمثلجات التي كان علي أن اقتات بها لأطعم الأفواه التي تركت؟
* * * * * * *
أريحوني واستريحوا.
صدقوني لا فرق عندي بين أن تطلقوا سراحي
وان تعلقوني وأنا أتلو ما تيسر من الشهادتين.
إن كنت بعت نفسي فمن اجل رغيف خبز،
ووطن لا خوف فيه.
فإن لم يكن ذلك متاحا إلا بذلك فأين الخطأ؟
وعلام تجحفلتم علي؟
* * * * * * *
قل لهم يا جدي
إنني لست أول من توهم عندما رأى الشمس والقمر.
ولكنك يا جدي كنت أسرع مني في التفلت والإفلات والانفلات،
فتفلت وافلت وانفلتت.
أما أنا فقد قيدتني من الأصفاد ما لا أطيق ولا تطيق.
قل لهم يا جدي انك مثلي:
طلبت ممن طلبت أن تتبعك ولا تلتفت إلى الوراء.
ولم يكن ذنبك أنها لم تفعل كما طلبت.
قل لهم يا جدي انك مثلي:
قيل لك سنأوي إلى جبل يعصمنا من الماء.
فإذا كان ذلك كذلك،
وأظنه كذلك،
فقل لهم يا جدي أن لا يرميني منهم بحجر إلا من كان بلا خطيئة.
وقل لهم إنني قد تبت توبة
لو وزعت على أهل الأرض جميعا لوسعتهم.
تقتلني الوحدة سيدتي،
تقتلني تكات الساعة، والعطش المزمن للأثداءْ
يقتلني أن الماء، ينادي الماءْ
فيمنعنا بدو الصحراءْ
لا أنثى مثلي، حين يجيء الليلْ
فأضع ما شئت الليلة، فوق تضاريسي، وافرش لي صدرك، كي أرتاحْ
كالفارس فوق الخيلْ
يا ليتك، تنسى نفسك، عندي اليومْ
كي تكتب، أحلى كلمات الحب، على جسدي
يا ليتك، تنسى نفسك، عندي
تدعوك الليلة حلماتي، يحتاجك نهدي
يحتاجك جسدي طول الليلْ
تحتاجك دقات القلب، وترتجف الأيدي
هل يقبل صوم العاشق، إن يسترق النظرة، بين الفينة والفينة، للخط الفاصل بين النهد وبين النهد؟
هل يقبل صوم العبد
إن يرتشف الشهد؟
أقسم أني لم أتعمد أبدا .. أقسم أن كلينا لم يتعمد أبدا .. أن نجتاز الحد
لا ندري كيف وجدنا نفسينا، بين الجزر وبين المد
بين عذابات الماضي وغموض الغد
لا ندري، لا تدرين، ولا أدري .. كيف التصق الخد على الخد
كيف امتزجت أنفاس الورد
كيف تلاقت شفتانا، وتدفق ماء السد