في موضوعي المنشور يوم الأربعاء، كانون الثاني 07، 2009، بعنوان أردوغان وشافيز، أقترحت .. وبشدة أن نعيد تعريف الوطنية والقومية والدين.
واعترضت صديقتي حرف الهاء بقولها: (لن نحتاج لتعريف العروبة ..علينا فقط أن نكشف البطاقات المزورة لملايين (المحتالين) الذين زوروا إسم العروبة ولبسوا لباسها ..واستخدموا لغتها).
ولكنني أجبتها بأنني أصر على ضرورة إعادة التعريف وسحب كل الهويات وإعادة منح هويات جديدة لمن ينطبق عليهم التعريف .. فقط .. لا غير. لأن الهويات الموجودة في جيوب حامليها .. قد لا تكون مزورة ..
ويبدو أن صديقتي حرف الهاء قد اقتنعت بضرورة إعادة التعريف .. ولكنها أثارت إشكالية لم أكن قد فكرت فيها من قبل. وهي: (من هو الذي (سيعيد التعريف)؟ ..أو مدى الصلاحية. لأنه قد يكون مزيفاً هو الآخر أو (يحتاج لإعادة تعريف (أيضاً)
وقد أجبتها بأننا .. ربما .. ربما .. ربما .. سنحتاج الى صلاة استعادة مؤقتة للشهداء لعلهم هم من يقوم بإعادة التعريف لمن لم يستشهد بعد جبناً او قلة قناعة او لأنه لم يحن دوره بعد.
وحتى لا يتهمني البعض بالتخريف (أي الخرفنة) أقول إن هنالك سابقة لعملية الاستعادة المؤقتة .. افتحوا معي المصحف الشريف، سورة البقرة، الآيتين 72 و 73. ولنقرأ معاً: (وإذ قتلتم نفساً فادّارءتم فيها، والله مخرج ما كنتم تكتمون. فقلنا اضربوه ببعضها، كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون).
فالذي حصل هو أنهم قتلوا القتيل وأنكر كل منهم مسؤوليته عن قتله فعلمهم الله كيف يقومون بعملية الاستعادة المؤقتة للقتيل الى الحياة لينطق باسم قاتله أو قاتليه.
كما أن الشهداء برأيي هم وليس غيرهم الأنسب للقيام بإعادة التعريف. لأنهم، حيث هم الآن، أقدر منا جميعا على القيام بهذه العملية.
فهم أصفى ذهنا، وأحد رؤية، وأوضح تفكيراً، وأبعد عن المصالح والمطامح والمطامع منا جميعا.
وأعتقد جازماً أنهم ليسوا مثلنا مصابين بالتعصب التنظيمي، أو الديني، أو الطائفي، أو المذهبي، أو الإقليمي، أو العرقي.
وأعتقد جازما أنهم ليس لديهم طموح بمنصب إداري، أو نيابي، أو وزاري، أو سياسي، أو خلافه.
ما رأيكم، إذن، بالفكرة؟
ألا تستحق المحاولة؟