2017/11/12

آراء في الإبداع

للإبداع عدة أشكال وصيغ. وهو قادر على التأثير والتأثر بغيره من الأشكال والصيغ. فقد تخرج من تأمل لوحة بقصيدة، ومن قراءة قصيدة بلحن موسيقى، ومن الاستماع إلى إبداع موسيقي بنص قصصي أو روائي مذهل.

ليس من الصعب التمييز بين المبدع وغيره. فالفرق الجوهري بين المبدع وغير المبدع، هو عمق المحمول (المضمون)، وبساطة الحامل (الأسلوب واللغة).

لا إبداع بلا موهبة. هذا صحيح. ولكن لا إبداع بلا امتلاك لأدواته، والتمرن عليها بما يكفي، ليكون تحليقك ناجحاً وبلا سقوط. ولعل من أهم أدوات الإبداع الثقافة والتمكن من اللغة.

ولكن، تذكر دائماً أن من ينام على أكداس من المسلّمات ليس مثقفاً، فالثقافة شك وتساؤل دائمان. وأن اللغة امرأة عصية .. لا تعطي مفاتيح قلبها إلا للرجال الرجال. وأن اللغة هي الأواني التي نقدم فيها أفكارنا ومشاعرنا للناس .. ومن حقهم علينا أن تكون تلك الأواني نظيفة وسليمة وخالية من العيوب والتشوهات.

وتذكر كذلك أنه لا توجد كتابة ترضي الجميع، اللهم إلا إذا كانت كالماء: لا طعم لها، ولا لون، ولا رائحة. وأنك إن ظننت أنك وصلت القمة متّ. لم أكتب بعد ما أرضى عنه تماماً .. وأتمنى أن لا أكتبه أبداً .. فكل ما سأحاول كتابته بعده سيبدو (بالمقارنة معه) سخيفاً، باهتاً، تافهاً .. وتلك أسوأ النهايات.