في زاويةٍ، في شرق الغرب وغرب الشرق، جمعنا للنار الكتبَا
كي تصنع أمي أرغفة نأكلها خشية وحش الموتْ
ما كنا نقدر أن نخرج من باب البيتْ،
فوراء الباب شوال طحينٍ أوقفناه ليمنع موتاً مقتربا
لا كاز هناك، ولا ملحٌ، لا قطرة زيتْ
ووراء الباب - من الجهة الأخرى - كانوا عرباً
من ثقب الباب الإجباريّ اقتحم الصوتْ
ودخان البارود العربي يحولنا خشباً خشبا
ولكتلة صمتْ
زرعوني تحت التوتْ
ربطوا عينيّ يديّ وقالوا الآن تشهّد سوف تموتْ
صرخت أمي ولداه فقالوا نأخذه يتسلى الحوتْ
ناحت أمي
ركضتْ شرقاً
ناحت أمي
ركضتْ غرباً
ناحت أمي
قالت أينك يا ألله!!!
رقصوا طربا
واخضرت أعينهم عجبا
كانوا عربا
فتسلى الحوتْ
وقال دعوه الآن تموت
ومضى مبتهجاً مضطربا