تماما كما كنت تخشى
فها أنت ذا تحاول عبثا أن تجد أي وجه تشابه
بين تلك التي اندست بصمت في فراشك
وتسامرت أعينكما لساعات بعد منتصف الليل
يحملكما الموج فوق الغيوم إلى النجوم وما بعد النجوم
وبين هذه التي تجلس أمامك الآن
مكفهرة الوجه كسماء الكوانين
مقطبة الجبين كآلهة الحرب
الصامتة كالهدوء الذي يسبق العاصفة
تماما كما كنت تخشى
فها هما عيناها تنظران إلى كل شيء في المكان إلا إلى عينيك
تماما كما كنت تخشى
فها هو صوتها يخرج حادا باردا كسكين الجزار
ليطلب منك أن تفهم أن ما حدث لم يكن إلا حادثا
وغلطة لا يجب أن تتكرر
تماما كما كنت تخشى
فها أنت قد عدت وحيدا
مع أصوات دقات الساعة ومروحة السقف
تجلس على أريكة خالية إلا منك
في غرفة خالية إلا منك
وتحملق لساعات دون أن تدري في شاشة تلفاز فارغة لقناة ودعت مشاهديها منذ زمن
تماما كما كنت تخشى
فها أنت تنتظر عبثا تلك التي لن تجيء