دخلت إلى الصيدلية لشراء شريحتين من البنادول .. استقبلتني الصيدلانية بابتسامة ترحيب .. فجأة ازداد عرض الابتسامة وطولها على وجه الفتاة وكان واضحا أنها تقاوم قهقهة ..
- بدك إشي تاني عمو؟
اللعنة .. شو هاي ال(عمو) ع هالمسا؟
- لأ شكرا عمو
حاسبت الفتاة وخرجت حاملا البنادول في كيس ورق صغير عليه اسم الصيدلية وشعارها .. لا يزال معي وقت طويل حتى يحين وقت النوم .. لم لا أذهب إلى الحلاق؟ فرصة .. فأنا لم أحلق شعري منذ مدة طويلة ومعي وقت فراغ وهذه فرصة لتمضيته في شيء مفيد ..
دخلت إلى صالون الحلاقة .. استقبلني الحلاق باحترام وحرارة .. فأنا زبون دائم وأكرمه دائما في الأجرة ..
جلست أنتظر دوري .. أنا رجل محترم في المنطقة والناس يشيرون إلي بالبنان .. وضعت ساقا على ساق وأخذت راحتي في التنظير .. لم أترك سؤالا وجه إلي إلا واستفضت في جوابه .. وكنت كما ذكرت واضعا ساقا على ساق وأهز قدمي بثقة!
ولكن .. اللعنة .. ما هذه الابتسامات التي تلتمع في عيون محدثي؟ ولماذا تلك الضحكات المكتومة؟ ليست أول مرة أذهب فيها إلى الحلاق لابسا التريننك سوت (بدلة الرياضة) .. معقول أن سبب تلك الابتسامات الغريبة الشبشب الذي ألبسه في قدمي؟ تساءلت والتفت إلى قدمي التي كنت لا أزال أهزها بثقة منقطعة النظير وأنا منهمك في التنظير .. وتجمدت عيناي من الذهول!
سارعت بوضع قدمي على الأرض .. ووضعت قدمي الأخرى عليها .. وبقيت هكذا صامتا حتى أنهى الحلاق عمله وعدت راكضا نحو البيت ..
ما إن وقعت عيناي على ابنتي حتى انفجرت في غضب مصطنع: كل الحق عليكي يا عبقرية .. ما خطر في بالك – قبل ما أنزل من البيت – تنبهيني اشيل المناكير اللي حطيتيه على أظافر رجلي؟