2011/07/26

ما كان يحدث ونحن صغار في جمهورية واق الواق

ذات طفولة .. أو ذات شقاوة بطعم الطفولة .. كنت أنا أحمل بيد علبة دهان أحمر وباليد الأخرى فرشاة وأخربش اسمي على جدران بيوت الحارة بيتا بيتا .. وكان جلال يحمل بيد علبه دهان أزرق وبيده الأخرى فرشاة ويخربش فوق خربشاتي اسمه الطويل ..

وبعد أن يأخذ مني ومنه التعب مأخذه .. كانت سوسن تأتي وهي تحجل وتدندن .. وتخربش اسمها باللون الأخضر ضاحكة فوق اسمينا .. وكنا نلوذ بالصمت لأسباب متعددة ..

ولكن سوسن لم تكن لتفرح كثيرا بانفجاري وجلال من الغيظ .. فسرعان ما كان دورها في الانفجار غيظا يأتي عندما يأتي رداد (كالقضاء المستعجل) مختالا بمرافقيه من الشبيحة مفتولي العضلات .. فيخط اسمه باللون الزهري فوق أسمائنا جميعا .. وينظر إلينا بصمت .. ثم يلتفت إلى مرافقيه قائلا: أنا رايح أنام .. وخليني أشوف مين أخو أخته اللي بيسترجي يكتب إسمه فوق اسمي .. سامعين يااااااااااااااا؟

وكنا ننظر إلى بعضنا في صمت حزين .. أو حزن صامت .. ثم نذهب كما قالت أم كلثوم .. كالأحباب كل في طريق.