مش مجرد كلام

ومعْ إنّي عارفْ بإنّكْ ح (تنسي) تردّي السّلام

بصبّحْ وامسّي لأنّ (اللّي كانْ) مشْ (مجرّدْ كلام)

ولأنّه فؤادي (مَ خدْشِ المنوّمْ) ورافضْ يِنام

فرمتة

في حقل الكمبيوتر، هناك شيء إسمه الفرمتة .. أي حذف كل شيء من الهارد ديسك، فيعود جهاز الكمبيوتر كما ولدته أمه .. أقصد: كما خرج من المصنع .. فاقداً للذاكرة بكل همومها وعذاباتها ..

في السجون والمعتقلات يفعلون (أحياناً) نفس الشيء بالمعتقلين السياسيين .. يفرمتون أدمغتهم، فيخرجون من المعتقلات لا يذكرون حتى أسماءهم .. ويبتسمون ببلاهة لأي موقف حتى لو كان مذبحة قتل فيها آلاف السلميين المسالمين ..

أتمنى، شخصياً، أن يوفر لنا الطب نفس الخدمة: تتصل بالطبيب .. تطلب منه أن يفرمتك .. يحدد لك موعداً للعملية .. فتخرج من عيادته أهبل تماماً .. لا لك ولا عليك ..

وتغني مع ميادة الحناوي: نعمة النسيان

ي رب الكون

ويا ألله ي ربّ الكون

مَ تِحْوِجْنيش إلى غيرك

ومنّك برجو كلّ العون

وخيري كلّو من خيرك

مَ تِحْوِجْنيش أمدّ ايدي

واقول للنّذل يا سيدي

وأتعكّز على تافه

مَعِ انّو من عناقيدي

ي ربّ الكون

شويّة قوّة تسْندني وتكْفيني

ونصّ رغيفْ

على قدّي

وقميصِ نْضِيفِ

يسترني وِدَفّيني

ي ربّي يا إله الكون

وما كل قلبٍ

وما كلُّ قلْبٍ حينَ يَهْوَى يقولُها

ولكنَّ بعْضَ الصّمْتِ بوْحٌ مؤكَّدُ

وما كلُّ مَن قدْ صارحَ الحُسْنَ بالهوى

مُحِبٌّ، صَدُوقٌ، حين يَشْدو ويُنْشِدُ

ولا كلُّ عصْفورٍ سعيدٌ بِسِرْيِهِ

إذا كانَ يدْنو مِنْ هواهُ فيبْعدُ

ولو كانَ لوْنُ المرْءِ مِنْ لوْنِ قلْبِهِ

لسُوِّدَ بعْضُ البِيضِ وابْيَضَّ أسْودُ

يا رب تشتي

يا ربّ تشْتي، مش مطر،

لكن قلوب بيضا وضمير

بلكي الحمير صاروا بشر،

مع إعتذاري للحمير

قالت الشجرة العجوز

قالت الشجرة العجوز القابعة على جانب الطريق:

”أيها العابرون

أعتذر إليكم ومنكم

فقد هرمت

وتكسرت أغصاني

وتساقطت أوراقي

فلم تعد ظلالي وارفة

وما عاد بوسعي أن أمنحكم ثماراً

أو ملجأً يقيكم حر الصيف وبرد الشتاء

أو قيلولة تستريحون بها من وعثاء السفر

أيها العابرون

اقطعوني بفؤوسكم

وانشروني بمناشيركم

وأوقدوا بي ناراً تدفؤكم

وأصير بعد ذلك رماداً تذروه الرياح

ولكن لا تتركوني لسفيه

لا يتقن سوى الشتائم والبصاق“

مش بنفهم بالسياسة

مش بنفهم بالسياسة

واحنا مش عاوزين رئاسة

احنا عايزين الماهية

تيجي قد السلطانية

وتشتري شوية ملابس

للعيال اللي بترجف في المدارس

ولما يمرض حد فيهم

تشتري م الأجزخانة أي حاجة بتداويهم

وانتو يا بتوع الكراسي

كلكم والله ع راسي

بس حلوا عن سمانا

انتو مش لاقيين سوانا؟

لما نمشي في الشوارع

مش ضروري ف كل حتة نشوف صوركم

او نصلي في الكنايس والجوامع

مش ضروري الخطبة يعني كلها بتكون عليكم

ومش ضروري نشرة الأخبار بتنسى

انه احنا جوعانين وعيانين وبردانين وقرفانين

وبتفتكر بس الزعامة اللي ف عينيكم

مرة تانية يللي قاعدين

تحكمونا وانتو غاطسين في البيسين

حتى ما تقولوش علينا انتو مين

احنا مش عاوزين رئاسة

ومش بنفهم بالسياسة

لو قلولي

لَوْ قَلُولِي

بُكْرةْ راحْ ييجي ملاكِ المُوتْ يَخْدَكْ

ح اطْلُب التّأجيل شِوَيّةْ حَتّى ابوسَكْ

بَسِّ ناوي أخْدَعَكْ ..

رحْ أبوسكْ مِنْ شَفَيْفَكْ ..

بَعْدِ ما تِعْطيني خَدَّكْ

بباب المسجد

لا يستطيع الجلوس متربعاً .. جلس ماداً ساقيه سانداً ظهره على جدار المسجد الحجري .. وبدأ يستمع إلى كلام الخطيب .. نفس الكلام الذي يقوله كل الخطباء منذ كان طفلاً .. شعر بملل شديد .. وبدأ النعاس يغزو جفنيه .. حاول أن يركز في كلام الخطيب فلم يستطع .. فصار يجول بنظراته على وجوه الحاضرين .. ثم إلى باب المسجد .. تجاوزت نظراته باب المسجد لتكمل جولتها على بقية وجوه الحاضرين ولكنها ارتدت إليه مرة أخرى .. ما هذا؟ معقول؟ كل هذا الجمال وتشحد؟ .. تمعن في ملامح وجهها وتقاطيع جسدها المستتر خلف عباءة سوداء ضيقة .. يا إلهي! كم هي جميلة رغم البؤس المرتسم على وجهها .. لم تعد الخطبة تهمه ولا كل تلك الأجساد المحيطة به .. فطنت هي إلى تركز نظراته باتجاهها .. التقت أعينهما .. لم يحول عينيه عن عينيها .. قرأ فيهما الاستغراب .. ثم الاستهجان .. ثم تلك النظرة الحالمة .. أطرقت ولكنها لم تلبث أن رفعت إليه عينين يملؤهما الخجل والتردد .. ثم .. ارتسمت على شفتيها ابتسامة .. ابتسامة يعرف كلاهما معناها جيداً ..

مش بياع

اتفضلي يا مدموازيل .. اتفضلي يا مدام .. اتفضلي خالتي .. اتفضل يا حاج .. في تشكيلات حلوة جوه غير المعروضين في الفاترينة ..

هذا مش بياع في نوفوتيه او في محل كنادر على دوار فراس ..

هذا كاتب بيحاول يزيد عدد قراء ما يكتب ..

أم هيك أمة لا تقرأ إلا أخبار الفنانات ونجوم الكورة ..

ساعة رمل

هذا العُمُر ساعةْ رمِلْ

وانتا الكْ مرّةْ

واللّحظةْ لمّا بْتنْقِظي

بتْروحْ بالمرّةْ

ولْ ظلْ فُوقِ مْنِ الرّمِلْ

بنْعدّوا بالذّرّةْ

ما ظلْ فيها الّا الوجعْ

والأدْويةْ المرّةْ

ميظلَّ أبدْ في السّوقْ

بيّاعْ أوْ شرّا

وميض من سراب

وَلَكَمْ بعثْتُ رسائلاً

وظللتُ أنتظرُ الجوابْ

ومضى الزّمانُ ولمْ أجدْ

إلّا التّجاهلَ والغيابْ

أتعاقبينَ فتىً أحبّكِ ..

كانَ ينتظرُ الثّوابْ؟

وتكافئينَ نقيضَهُ

مِنْ حيثُ قدْ وجبَ العقابْ؟

لمْ تعدلي في الحالتينِ ..

وقدْ بعدتِ عنِ الصّوابْ

يا ويحَ كفّكِ تهرقينَ ..

نميرَ كأسٍ منْ شرابْ

لتفتّشي بينَ الحجارةِ ..

عنْ وميضٍ منْ سرابْ

تشذبة على تشذبة

(تشذبة) على (تشذبة) جبل

عالي مِنِ (الأزبال)

واللّي عمل حالو بطل

مِنْ قلّة الأبطال

الربّ يدري مْنِ الأزل

مين البطل يا خال

تمساح .. دمعاتك (تشذب)

تِتْمرْجَلُ وْمُو رِجّال

مهما تمثّلْ يا البعيد

مَ تْزيدْ عن تمثال

لا بدّ يُومِنْ تِنْكِشف

الطّبْلَة والطّبّال

والرّيحة مهما تعطّرِتْ

ريحة (خــ .. وابوال)

أنا كذاب

أنا كذّاب ومش ناسي

وعامل نفسي ناسيها

بعيش أيّامها في يومي

بأفراحها ومآسيها

وبحلم بيها في نومي

تواسيني وأواسيها

ولمّا حدّ يسألني

اذا هيّه الـ بقاسيها

بكابر إنّه موج البحر مش أسرى لمراسيها

ولمّا الكلّ ينساني

بلاقيني بمسّيها

بفتّش عن خطاويها

وبسأل عنها كرسيها