2013/11/14

بباب المسجد

لا يستطيع الجلوس متربعاً .. جلس ماداً ساقيه سانداً ظهره على جدار المسجد الحجري .. وبدأ يستمع إلى كلام الخطيب .. نفس الكلام الذي يقوله كل الخطباء منذ كان طفلاً .. شعر بملل شديد .. وبدأ النعاس يغزو جفنيه .. حاول أن يركز في كلام الخطيب فلم يستطع .. فصار يجول بنظراته على وجوه الحاضرين .. ثم إلى باب المسجد .. تجاوزت نظراته باب المسجد لتكمل جولتها على بقية وجوه الحاضرين ولكنها ارتدت إليه مرة أخرى .. ما هذا؟ معقول؟ كل هذا الجمال وتشحد؟ .. تمعن في ملامح وجهها وتقاطيع جسدها المستتر خلف عباءة سوداء ضيقة .. يا إلهي! كم هي جميلة رغم البؤس المرتسم على وجهها .. لم تعد الخطبة تهمه ولا كل تلك الأجساد المحيطة به .. فطنت هي إلى تركز نظراته باتجاهها .. التقت أعينهما .. لم يحول عينيه عن عينيها .. قرأ فيهما الاستغراب .. ثم الاستهجان .. ثم تلك النظرة الحالمة .. أطرقت ولكنها لم تلبث أن رفعت إليه عينين يملؤهما الخجل والتردد .. ثم .. ارتسمت على شفتيها ابتسامة .. ابتسامة يعرف كلاهما معناها جيداً ..