بالزمانات .. كانت أم عكاب تتنقل بين بيوت البلدة، حارة حارة، وبيتاً بيتاً .. وعلى رأسها لكن كبير .. فيه كل ما يمكن أن تفكر فيه ربات البيوت من خضروات .. تدق الباب فيفتح لها .. تنزل ما على رأسها .. وتشتري ربة البيت ما تشاء .. ثم تضع اللكن على رأسها وتنتقل إلى بيت آخر ..
وكان ابو العبد يأتي الى البلدة من المدينة .. فيدور في الحارات بين البيوت حاملاً على كتفه أثواب القماش، ومسطرة حديدية طويلة يقيس بها عدد (الأذرع) التي تطلب منه النساء أن يقصها من هذا الثوب أو ذاك .. ليذهبن بها فيما بعد إلى الخياطة لتخيط منها الفساتين والتنانير ..
كان هذا زمان وولى .. فقد ظهرت المولات والسيفويات .. ولكن الكاتب هو الوحيد الذي ما يزال يحمل على كتفه (أو في لكن كبير يحمله على رأسه) نصوصه .. لعل وعسى يعود إلى بيته بما يملأ به (أفواها بذي مرخٍ زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرٌ ..)