2016/01/03

طبيب أسنان

.. وها أنا أخيراً، بعد شهرين من المماطلة والتسويف، في عيادة طبيب الأسنان ..

عندما داهمني وجع ضرسي للمرة الأولى، قبل شهرين، تحاملت على نفسي واكتفيت بمضاد حيوي ومسكن اشتريتهما من الصيدلية بعد أن أكدت للصيدلاني أنني سأذهب إلى الطبيب بعد انتهاء الألم والالتهاب. وهو تأكيد ذهب، ككل تأكيداتي الأخرى للصيدلاني نفسه، أدراج الرياح.

جلست على مقعد في غرفة الانتظار .. وبعد أن تأكدت الفتاة الجالسة خلف مكتب سكرتيرة الطبيب من انتظام أنفاسي اللاهثة سألتني

- أول مرة؟

- آه .. أول مرة.

- تأمين ولا ع حسابك؟

- تأمين

- النموذج لو سمحت

ناولتها النموذج .. فكتبت شبئاً في سجل يدوي قبل أن تتأملني باهتمام ..

كان هناك ثلاثة مراجعين غيري في غرفة الانتظار .. جلست أتأمل في وجوههم عندما خرج شاب من غرفة الطبيب .. كانت كومة من القطن الملوث بالدماء تظهر من فمه المعوج وهو يحاول محادثة السكرتيرة ..

يا إلهي .. هل سيكون منظري هكذا عند خروجي من غرفة الطبيب؟ دق قلبي بعنف .. نادت السكرتيرة على أحد المراجعين الثلاثة وطلبت منه الدخول إلى غرفة الطبيب .. نظرت إلي السكرتيرة ولا بد أنها رأت في ملامح وجهي ما رسم على وجهها ابتسامة عريضة زادت من تسارع دقات قلبي .. التقت أعيننا فسألتها

- قديش صرلك بتشتغلي عند الدكتور؟

- مش كثير .. ليش؟

- الدكتور شاطر؟

- ممممم .. شو قصدك؟

- قصدي .. يعني .. إيدو خفيفة؟

رن جرس الهاتف فانشغلت بالرد عن إجابتي ..

في الأثناء خرج المريض من غرفة الطبيب متوجهاً إلى مكتب السكرتيرة .. كانت كومة من القطن الملوث بالدماء تظهر من فمه المعوج وهو يحاول محادثتها ..

لا بد أن شعر رأسي قد وقف .. مددت يدي إلى الموبايل ووضعته على أذني ..

- ألو؟ مين؟ طيب لا تتحرك من مكانك .. دقيقتين بكون عندك

وانطلقت من باب العيادة لا ألوي على شيء ..