واعلم يا رعاك الله أن كل شيء تمام التمام، وأن كل الرعية في غاية الانبساط والانسجام. وبذا يشهد البعيد قبل القريب، والعدو قبل الحبيب. ولا ينكر ذلك من المنصفين واحد، ولا ينتقد الأوضاع إلا كل حقود جاحد. وغاية المنى يا طويل العمر أن تذكرني عند تخصيص الهبات والأعطيات، وأن تتذكرني عند توزيع المناصب والترقيات.
واعلم يا رعاك الله أنني وإن تراني في مجالس المعارضة، إلا أن جلوسي بينهم ليس إلا نوعاً من المراودة والمراوضة .. فتطمئن لي قلوبهم، وتنفتح لي جيوبهم .. ويسرون لي بنواياهم، لظنهم أنني معهم على من شاكسهم وعاداهم .. وكل ذلك يا طويل العمر توسل لتحقيق المصالح، وكشف كل مغرض وطالح.