2016/03/08

فستان أبيض .. ثلوج بيضاء

عندما تحدد موعد العرس يوم الأحد، اعترضت، وحاولت تقديم الموعد إلى الجمعة أو السبت السابقين لليوم المحدد، أو تأخيره إلى الجمعة أو السبت اللاحقين له. ولكن اعتراضاتي ذهبت أدراج الرياح، وذلك لأسباب تتعلق بظروف عمل العريس وعدم تمكنه من زحزحة إجازته (القصيرة جداً) تقديماً أو تأخيراً.

بدأنا (زوجتي وأنا) بتوزيع بطاقات الدعوة على الأقارب والأصدقاء والمعارف والجيران قبل موعد العرس بعشرة أيام .. وحاولنا قدر الإمكان أن نسلم البطاقات باليد إلى كافة المدعوين، الذين قمت بكتابة اسم كل منهم وكنيته ولقب التبجيل الخاص به على البطاقة، مع التأكيد على حضوره مصطحباً (العائلة الكريمة) ..

أما زملاء العمل، فقد أرسلت لهم جميعاً صورة عن بطاقة الدعوة بالبريد الإلكتروني.

في الساعة التاسعة من صباح الأحد أوصلت العروس إلى الصالون .. كان الجو ماطراً وشديد البرودة .. وبعد ساعة ازداد الطقس سوءً، وبدأ تساقط البرَد والثلج .. وعندما جاء العريس في الحادية عشرة كان من الواضح أن أي تأخير في الانطلاق إلى إربد يحمل معه خطر انغلاق الطرق، وبالتالي عدم التمكن من الوصول إلى الصالة في الموعد المحدد.

لم يكن هناك بد من الإسراع في الانطلاق فور خروج العروس من الصالون ..

انطلقنا بسيارتين .. الأولى تقل العروس والعريس ويقودها شقيق العريس .. والثانية أقودها أنا ومعي زوجتي وابني وابنتي .. ومع زخات المطر المخلوط بالثلوج كان علينا أن نتحرك بكل بطء وحذر خشية الانزلاق ..

في السادسة تماماً، وعلى مدخل الصالة الرئيسي، كانت فرقة الدبكة تنتظر، محاولة الاحتماء من الرياح الباردة والمطر .. وما أن وصلت السيارتان إلى هناك، حتى بدأت الفرقة في العزف، وبدأت النساء والفتيات في أداء الواجب الذي لم يكن هنالك منه بد .. وصلة سريعة من الرقص على مدخل الصالة، كان لا بد أن تنتهي بسرعة لتجنب إصابة العروسين والمدعوين بالبرد والزكام ..

في الصالة المخصصة للرجال .. جلسنا نحن، أقرباء العروس، على إحدى الطاولات، كنا خمسة أشخاص فقط: أنا، وابني، وشقيق زوجتي وابنه الصغير، وابن عمة زوجتي .. جلسنا نتبادل المجاملات .. ونجول بنظراتنا في وجوه الحاضرين الذين توزعوا في الصالة .. كانوا جميعاً من أهل العريس وأصدقائه ..

خرجنا من الصالة قبل الثامنة .. وبعد أن ودعنا العروس، التي كانت تبدأ في تلك اللحظات حياة جديدة، انطلقنا عائدين إلى البيت .. كانت زوجتي وابنتي نائمتين في المقعد الخلفي .. وكذلك كان ابني الجالس إلى جانبي في المقعد الأمامي .. لم يكن هناك إغلاقات على طول المسافة إلى البيت رغم هطول الثلوج في بعض أجزاء الطريق ..

ما أن فتحت باب الشقة، حتى أسرعت ابنتي في الدخول إلى غرفتها وأغلقت الباب .. وفيما كنت أبدل ملابسي، انتهى إلى مسامعي صوتها، وقد أجهشت في بكاء طويل.