تأخرت الحكومة كثيراً في قانون الجرائم الإلكترونية ..
في بيتي قانون مماثل وبعقوبات أشد وضعته زوجتي.
كنا جالسين على الكوشة عندما حانت منها نظرة وضبطتني أبصبص على النسوانات وأتحسر، فجحرتني بنظرة صاعقة.
كانت تلك المادة الأولى في القانون .. ثم تتالت بعدها المواد.
ما أطيب الجزر.
قلت لزوجتي وأولادي: قريباً، سأبني لكم فيلّا على أرض مطلّة وكاشفة .. وسيكون لها حديقة، وبركة سباحة، و ..
تبادل الأولاد النظرات، وأغرقوا في الضحك.
أما زوجتي فقالت: من وينلك يا مقمّل؟
أنا وصديقي الذي في السماء .. لا نعدم وسيلة اتصال .. من وقت لآخر أفاجئه، أو يفاجئني بـ (رن وافصل) .. فيعلم (أو أعلم) أن الطرف الآخر بلا رصيد، فيتصل من معه رصيد بمن لا رصيد له ..
نتذاكر قصصاً، وشخوصاً، يعلق على ما يراه (من فوق)، وأعلق أنا على ما أراه (من تحت) .. حتى إذا انشغل عني بحورية من حورياته، (حلق لي) ..
- سلام صديقي. بنحكي بعدين
- سلام .. بس متدزش!
* * * * * * *
صديقي الذي في السماء قرأ البوست، فاتصل بي مزمجراً: لا يوجد هنا يا صديقي اثنان وسبعون حورية .. يوجد حورية واحدة عمرها اثنتان وسبعون سنة!
* * * * * * *
صديقي الذي في السماء عاتبني: ها أنت تكتبني كما توعدت!
قلت له: هي البداية فقط،
فقال: أكلنا خرا،
فقلت له: الملافظ سعد .. سعد جمعة.
قال لي: ويحك يا هذا. تتذكر الوزراء وتنسى الصحابة؟
قلت لصديقي الذي في السماء: فأي السعود تقصد؟
قال: سعد بن أبي وقاص، أيها الجاهل!
قلت له: سمعت بالإسم ولا أذكر صاحبه. أتقصد سعد القادسية؟
قال لي: هم السعود السعود .. أما سعد بن جمعة، يا هذا، فليس سوى وزير سابق كان له في صحيفة الرأي صولات وجولات ..
* * * * * * *
صديقي الذي في السماء قال لي: في الجنة - كما تعلم - خمر ونساء واحتفالات .. وليس فيها - كما تعلم - شعراء .. فالشعراء - كما تعلم - في النار هم والغاوون الذين يتبعونهم.
قلت له: فما المطلوب؟
قال: أنجدنا بقصيدة أو اثنتين
قلت: فماذا أنتم فاعلون بها؟
قال: يلحنها الملحنون، فيغنيها المغنون .. وترقص على أنغامها الحور العين .. وتنتشي بها رؤوس الساهرين والشاربين بما يطوف عليهم من كؤوسها الغلمان المخلدون
قلت: فما لي إن فعلت؟
قال: ندعو لك بطول العمر .. وقد نتشفع لك عندما يجلبونك للحساب، فيخفف عنك العقاب والعذاب!
* * * * * * *
صديقي الذي في الأرض يتحرق للصعود إلى السماء .. وصديقي الذي في السماء يتحرق للهبوط إلى الأرض ..
والله حيرتونا .. نروح ولا نظل؟
ومن جهة أخرى .. يقال إن حواء ظلت بعد نزولها وآدم إلى الأرض تعايره (كلما طق الكوز بالجرة) قائلة: لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت!
* * * * * * *
وقلت لصديقي الذي في السماء: أليس غريباً وأنت تنعم ببريستيج إنك (فوق) .. وبريستيج إنك بتدخن دخان / حشيش أصلي .. وبتشرب (لبن) أصلي (مشيها لبن على شان خاطري) .. وبريستيج إنك فيك تقول للأعور أعور بعينو دون أن يرسلك أحد إلى ما وراء الشمس .. - أليس غريباً بعد ذلك كله أنك تتحرق للهبوط إلى الأرض؟
فقال لي: لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف .. ولبس عباءة وتقر عيني .. أحب إلي من لبس الهفوف
* * * * * * *
صديقي الذي في السماء .. وصلته الرسالة التالية من الأرض ..
نحن كما تعلم لنا نفوذ في السماء، وهو كما تعلم أساس نفوذنا في الأرض. فإن أنت لم تنته عن تدخلك فيما لا يعنيك من شؤون الأرض، قادرون على نقل قيدك من سجل النعيم إلى سجل الجحيم. وقد أعذر من أنذر.
كانت في طقعان كل المؤهلات ليعينه مربي الصف عريفاً. صحيح أنه (بالكاد) كان يستطيع كتابة أسماء المشاغبين على الطرف الأيمن من اللوح، ولكنه كان ضخماً، طويلاً، عريضاً، ومع ذلك كان مقعده في الصف الأول ليساعد في مسك التلاميذ من ايديهم لتثبيتهم اثناء الجلد على مؤخراتهم بمطارق الرمان.
تذكرت كل ذلك بينما كان المراسل يقودني (كإجراء أخير وحاسم من إجراءات تعييني في المؤسسة) إلى مكتب السيد المدير العام .. عطوفة طقعان بيك.
البعض ينتظر المهدي، والبعض ينتظر الامام الغائب، والبعض ينتظر سوبرمان وباتمان وسبايدرمان. والبقية كالدجاج في محل بيع الدواجن، يتلهى بالأكل في انتظار مصيره المحتوم.
اذا اختلف اسلامي وعلماني على المقعد المجاور للسائق في تكسي او سرفيس، فاختلافهما ليس صراعاً فكرياً ولا سياسياً. واذا تشاتما فتشاتمهما ليس حرية تعبير.
مين زيي قرفان من هالحالة؟