2010/03/08

لماذا وقع العجين

كنا، أختي وأنا، نأخذ العجين إلى الخباز .. ولأننا صغار .. فقد كانت أمي تقسم أقراص العجين على سدرين مناصفة بيني وبين أختي ..

في المخبز كان هناك دائما رجلان .. شاب وختيار .. أما الشاب فكان اسمه إبراهيم .. وأما الختيار فكان اسمه موسى .. ولا نزال أنا وأختي نتذكر فرن إبراهيم وموسى كلما قرأنا في القرآن عن صحف إبراهيم وموسى ..

كان إبراهيم شابا سمينا طويلا أبيض اللون أحمر الوجه عبوسا دائم الصمت .. ربما لقربه من بيت النار .. أما موسى فكان ختيارا ضئيل الجسم مائلا إلى السمار وكان دائم الشتائم والتكفير والضحك ..

كان بيتنا على تلة أما الفرن فكان (تحت) في السوق ..وكان طريقنا إلى الخباز (حبلة) .. أي أنه كان نزولا من البيت إلى الفرن .. وصعودا من الفرن إلى البيت .. وكان ترابيا مع وجود صخرة كنا نعتبرها في ذلك الوقت عالية فكنا نقفز من عليها نزولا أو نتسلقها صعودا ..

وفي إحدى المرات – ولسبب ما – لم أنتبه للصخرة فتعثرت ووقعت .. ووقع سدر العجين الذي كان على رأسي .. فجلست على التراب أبكي خوفا من أن يضربني أبي .. فكل ما كانت ستفعله أمي هو أن تصنع سدر عجين جديدا .. وهذا ما حدث ..

وعلى أي حال فإن سبب قلقي الأهم والأكبر كان ”فتحية“ صديقة أختي وزميلتها في المدرسة .. فقد كان بيتها في منتصف الحبلة قريبا من مكان تلك الصخرة .. وكان كل همي أن لا تكون ”فتحية“ قد رأت ما حدث .. وبقيت بعدها وقتا طويلا وأنا أسأل أختي من وقت لآخر إن كانت ”فتحية“ قد (جابت لها سيرة) أنها شاهدت تلك الحادثة .. ولم أتوقف إلا بعد أن سألتني أختي بابتسامة ماكرة تحاول أن تخفيها:

”إنتي ليش بتظلك تسأل؟“