لم تكن علاقتي بالوزات الثلاث علاقة ودية قط .. فكن كلما رأينني يستفززن ويركبهن ألف عفريت ..
وكان مكاني المفضل زاوية التقاء جدارين ارتفاع أحدهما يسمح لي بالاتكاء عليه والوقوف وقتا طويلا أراقب الطريق الرئيسي الذي يشق بلدتنا من الشرق إلى الغرب .. في حين كان ارتفاع الآخر الذي على يساري كافيا لإخفاء كل أعمال الولدنة التي أقوم بها عن أعين الجميع .. أما جهتا اليمين والخلف فقد كانتا شبه مسدودتين تماما بجذع شجرة التين الكبيرة والتي كان ظلها يحيل تلك الزاوية إلى محمية من محمياتي الطبيعية صيفا وشتاءا ..
في ذلك المكان بالضبط استفردت الوزات الثلاث بي .. وسرعان ما نزلت العفاريت من السماء أو انشقت عنها الأرض .. لا أدري ..
كان الشورت الأحمر الذي ألبسه بمثابة الوشاح الذي يستعمله الميتادور لاستفزاز ثيران المصارعة ..
لم يكن لي أي مهرب .. فقد هاجمنني من الجهتين الوحيدتين التين كان يمكن أن تكونان مهربي .. فتجمدت مكاني تنهشني مناقيرهن المسننة كالمناشير ..
وكانت نتيجة تلك (المواجهة) سيقانا مثخنة بالجراح وبنطالا ممزقا وحرماني من مكاني المفضل إلى أن اختفت الوزات الثلاث .. وكم كنت بذلك سعيدا