2013/12/28

هل أنا مجرمة؟

لست طيبة تماماً، ولست شريرة تماماً. في طفولتي اتهمت أخي الأكبر بالعديد من التهم التي كنت أعرف أن كلا من أمي وأبي يعتبرانها من الكبائر، وكانا يعاقبانه عليها، ولكنني كنت في كل مرة يعاقب فيها، أرى دموعه، فأندم، وأكفر عن ذنوبي بالإغداق عليه سراً بالكثير من الأشياء التي تنسيه، نوعاً ما، بعض آلام العقوبة.

وعندما كبرت قليلاً، وبدأ جسدي يتشكل، ككل صبية في عمري، وبدأ الصبيان يلتهمونني بنظراتهم، صرت أتعمد أن أثير غيرة كل منهم من الآخر، وأتلذذ برؤيتهم يتشاجرون ويتخاصمون فيما بينهم. ولكنني أيضاً كنت أندم، فأجد طريقة ما، لأجعل كلاً منهم يستعيد الآخر فيتعانقان بمودة.

لم يكن من تزوجته لاحقاً أحداً منهم، لقد كان زوج أختي، نعم، زوج أختي. كان يعجبني، أردته لنفسي. وتعمدت أن أجعله يحس بذلك دون أن أقول شيئاً. وقد خدمتني الأقدار، فأختي لم تنجب منه، ولم تكن نتائج التحاليل والفحوصات لصالحها. كان يجب أن يتزوج غيرها. وحيث أنني أختها فلم يكن من الممكن أن يجمع بيننا، فكان الطلاق. وكان الزواج.

لم يكن زواجي منه سهلاً، فقد عارضته الأسرة كلها. ولكنه أصر، وأصررت. فكانت الموافقة على مضض.

تزوجنا، وأنجبت. فازداد بي تعلقاً. وكان ذلك رصيداً إضافياً في حسابي لديه. كان يجب أن أستثمر ذلك الرصيد، وقد فعلت.

لقد أصبح زوجي طوع أمري. خاتماً في إصبعي. ألبسه فيسعد، وأخلعه فيشقى.

ولكنني لست سعيدة تماماً.ففي ساعات الليل، وبعد أن ينام زوجي سعيداً هانئاً، أتذكر أخي، وأختي، والصبية الذين جعلتهم يتشاجرون من أجلي، وأتساءل: هل أنا مجرمة؟