عجوز في السبعينات، اعتدت أن أراها تجلس قرب بسطة خضار وفواكه .. تبيع مرطبانات صغيرة من الزيتون الأخضر أو الأسود .. مررت اليوم فلم أرها في المكان الذي كانت تجلس فيه .. سألت عنها فقيل لي إن المرض أقعدها .. سألت عن (بيتها) ققالوا إنها تعيش في غرفة ..
- دلوني عليها!
قال لي شاب: أنا ابن جوزها، إذا بدك تعطيها مصاري بوصلهم إلها
- لا. شكراً. بدي أشوفها شخصياً
في المكان الذي وصفوه لي، سألت كهلاً عن عجوز تعيش لوحدها في غرفة ..
- آه والله. في هذيك الغرفة
وأشار إلى غرفة من الطوب الإسمنتي .. في فناء بيت من طابق واحد .. تحيطها بعض الأشجار المثمرة.
سألته: أنت بتقربلها؟
قال: كانت مرت أخوي زمان .. وهجرها.
وذهب في طريقه.
كانت غرفتها في حوش بيت لصاحب البسطة ..
- استأجرتها منه بخمسة وعشرين دينار، وبدفع له خمس دنانير كهربا
- كيف حالك يا حجة؟
- على ألله يا بنيي ..
أخبرتني أنها كانت مريضة جداً، وأنها ذهبت للطبيب، وأن كلفة علاجها بلغت 98 ديناراً، وأنها كانت تملك منها 78 ديناراً واضطرت لاستدانة عشرين ديناراً لتكمل تكاليف العلاج.
- بعدك بتبيعي زيتون يا حجة؟
- عندي شوي. اشتري مرطبانين الله يخليك عشان حق الدوا
لم أكن أنوي الشراء، ولكنني وجدتها فرصة لإعطائها بعض النقود دون أن أجرح مشاعرها ..
- الله يرزقك .. ألله ينجحلك ولادك، الله يستر ع بناتك، ألله ينصرك ع اللي بيعاديك .. بالله عليكم تفوتوا تشربوا كاسة شاي؟
- المرة الجاي يا حجة .. بنفوت وبنشرب شاي إنشالله