2015/05/31

مواطن وضيوف

نحن العرب بوجهين.

إذا نسي الولد أو البنت ودخل البيت دون أن يخلع حذاءه (خاصة إذا كان البيت مفروشاً بالسجاد أو الموكيت) .. تهب فيه أمه، وأبوه، ومن هو أكبر منه من إخوته وأخواته: فايت بالكندرة يا كندرة؟ انقلع إشلح من رجليك بعدين فوت!

أما إذا حاول الضيف، ولو من باب المجاملة، أن يخلع حذاءه، فيتوسل إليه الجميع: لا والله منتا شالح! يا عيب الشووووم .. ولووووووو ..!

ألا يذكركم هذا بحال المواطن العربي، في بلده، مقارنة بالضيوف، أقصد من كان منهم على رأسه ريش؟

ضرورة شعرية

إلى أصدقائي الشعراء، الذين يصرون على (مفاجعتنا) في قصائدهم بقنبلة من نوع ”أنا إله“ أو ”أنت إلهة“ تحت باب (الضرورة الشعرية) ..

لا أرى شخصياً أية ضرورة شعرية لتأليه نفسك أو تأليه حبيبتك .. ربما تكون ضرورة (تطبيق نسوان)؟

ذوي الطاقة السلبية

لا تترك المكتئبين والمتشائمين وذوي الطاقة السلبية يؤثرون عليك

كن مكتئبا ومتشائما وسلبيا اكثر منهم واثر انت عليهم

التناحة حلوة

كونوا انتم ولا تكونوا غيركم مهما كانت الضغوطات والاغراءات

التناحة حلوة

2015/05/29

غساسنة ومناذرة

مما لا شك فيه أن التاريخ يعيد نفسه باستفزازية .. الروم (تركيا) والفرس (إيران) .. قديماً وحديثاً يتنافسان على بسط النفوذ في ما يسمى (بلادنا) .. من المذاهب والطوائف .. إلى السياسة، إلى التنظيمات والأنظمة، إلى القبائل والعشائر، إلى المسلسلات التركية والإيرانية المدبلجة .. أما نحن فما زلنا كما كنا: غساسنة ومناذرة، نخوض حروبهما بالنيابة

كرة قدم

لا أهوى كرة القدم ولا أتابع شؤونها وأخبارها .. ولا أفهم قوانينها .. المرة الوحيدة التي أذكر أنني لعبت فيها كرة القدم كانت عندما قسم معلم الرياضة الصف كله (50 تلميذاً تقريباً) إلى فريقين، وقال: إلعبوا!

يومها أحرزت هدفاً، لكنه كان في مرمى ما يفترض أنه فريقي .. أعطاني حارس المرمى الكرة لأنني كنت الأقرب إليه، كان في غاية الاطمئنان، وكنت في غاية الامتنان، فركلت الكرة باتجاه الهدف كأنما أقول له: شكراً لهذه اللفتة الكريمة ..

سليمان القانوني

سليمان القانوني يقيم في بيتي: أراه كلما ذهبت إلى المطبخ، أو إلى الحمام. له من الحقوق أكثر مما لي أنا، حتى أنني صرت أحسبه - هو، لا أنا - صاحب البيت.

تسمحلي، أيها السلطان، أحكي مع مرتي كلمتين؟ لو سمحت يعني!

2015/05/27

طحينات وقرود

كانت هي خارجة من حب فاشل .. وكان هو أيضاً خارجاً من حب أكثر فشلاً

- يللا نحط قرداتنا ع طحينات بعض؟

- يللا!

وفعلاً .. ظلا يحطان قرداتهما على طحينات بعض .. فيوما تحط قرداتها على طحيناته، ويوما يحط قرداته على طحيناتها .. إلى أن جاء يوم .. صحا من النوم .. لم يجدها .. ولم يجد أي طحين .. ولكنه وجد نفسه بين قبيلة من القرود ..

نحن الخياطين

تزامناَ مع قصر التنانير، وضيق الفيزونات، أصبحت النصوص الطويلة (قصة / شعر / خاطرة / مقالة / .. الخ) موضة قديمة وأصبح كتابها (دقة قديمة) .. ولتفادي هذه التهمة، وللمحافظة على زبائننا، نضطر، نحن الخياطين، إلى إنتاج نصوص قصيرة جداً، ضيقة جداً، واضحة جداً، شفافة جداً، أو بفتحة تمتد من أخمص القدمين إلى مفصل الورك

2015/05/25

خمسة دنانير

كانت ليلة من ليالي الشتاء. وكنا جالسين بالقرب من صوبة البواري.

كان جدي وأبي في نقاش سياسي ساخن، غضب الرجلان، فأعاد جدي لأبي ورقة نقدية من فئة الخمسة دنانير كان قد أعطاه إياها. فتح أبي نافذة الصوبة، ورمى الورقة في داخلها ..

ما زال مشهد تلك الورقة وهي تشتعل إلى أن أصبحت رماداً محفوراً في ذاكرتي.

كانت الدنانير الخمسة نصف راتبه الشهري في ذلك الوقت.

تباً للسياسة

بشاعة

ذكريات الماضي كوعود المستقبل. مجرد طريقة لجعل الحاضر يبدو أقل بشاعة

غلمان وحوريات

(خير اللهم اجعله خير) .. حلمت الليلة (قال)، إني (جاعص) على كنباية كبيرة، على يميني حوريات، وعلى شمالي حوريات، وقدامي مجموعة حوريات يرقصن، وأحد الغلمان يصب لي (قال) خمرة .. وأني (رقعته كف) أوقع القارورة من يده ..

- ولك بتصبلي خمرة، يا حيوان!

- بس، الخمرة هون حلال، يا مولاي!

اندهشت .. ثم نظرت إلى الحوريات، وقلت:

- وإنتن، ليش هيك مزلطات؟ عيييييييييييب!

قالت إحداهن، وهي تتثنى مثل الراقصة دينا:

- عييييب إيه يا دلعاااااااادي؟ .. شوفوا الراجل وعمايلو! .. تكونشي راجل أونطة يا اسمك إيه؟

2015/05/23

موسى

أما موسى القرن الواحد والعشرين، فكان يحمل عصا بيساره

- وما تلك بيسارك يا موسى؟

- هي عصاي، أتوكأ عليها، وأهش بها على غنمي (وأشار إلينا)،

ثم تابع:

- ولي فيها مآرب أخرى

2015/05/22

أحمر شفاه

عشرة شهور قضاها في المعتقل .. وأخيراً .. ها هو يرى الشمس ويستنشق الهواء. كان سعيداً .. فهو لم يعترف .. لم يش بأحد من رفاقه .. لم يتنازل عن أي من مبادئه .. لم يتح للمحققين ولا للجلادين لحظة زهو وانتصار .. كم هو جميل أن تكرس حياتك للدفاع عن شرف الأمة .. الآن سيصل البيت .. سيطرق جرس الباب .. ستفتح له .. ستتفاجأ برؤيته .. ستقع مغشياً علبها وسيوقظها من إغماءتها بقبلاته ..

طرق جرس الباب .. فتحت له .. تفاجأت برؤيته .. وقعت مغشياً عليها .. انحنى ليوقظها بقبلاته .. ولكنه حين رفع رأسه رأى رجلاً آخر .. بل هو أحد الرفاق .. بل هو مسؤوله المباشر في التنظيم .. وعلى جسده تناثرت آثار شفتين .. بنفس لون أحمر الشفاه الذي تضعه المرأة التي بين ذراعيه.

2015/05/15

رتق فتق

اضطررت للتوقف عن محاولاتي لتغيير العالم (عبر كتاباتي الفيسبوكية)، لعدة دقائق، لرتق فتق في بنطلون بيجامتي .. نعم / هناك / في تلك المنطقة بالضبط .. فلم الإحراج؟

المهم .. استغرقني الأمر عدة دقائق لكي أدخل الخيط في ثقب الإبرة ..

كيف أدعي أنني سأستطيع المساهمة في تغيير العالم .. إذا كنت لم أعد أستطيع إدخال خيط في ثقب إبرة لرتق فتق في بنطلون بيجامتي، وفي تلك المنطقة تحديداً؟

2015/05/14

خوزقة

حتى لو رفضت الجلوس على الخازوق، فإنهم سيخوزقونك بطريقة أخرى. ستظن للوهلة الأولى أنك انتصرت .. ولكنك ستدرك في نهاية المطاف أنهم خوزقوك فعلاً .. على الأغلب ستطنش إدراكك لتوهم الآخرين بأنك مازلت منتصراً حينما رفضت الخوزقة

2015/05/12

ناس وناس

فِ ناس مات جوع

وناس موجوع

وناس غابت بدون مرجوع

وناس تكتب كلام مسجوع

وكرشه تملّي مليانة ولكن مفتري ومفجوع

ولما تقول له يا ظالم بيطلع مفتي يرقعنا كلام فاضي عن الموضوع

خلاصته: المعترض غلطان، ويمكن كافر ومدفوع

زجاج

ماذا يفيد تنظيف الزجاج من الخارج اذا كان الاتساخ من الداخل؟

2015/05/11

سفر

أين أنتم من ذواتكم؟ كم من الوقت تحتاجونه للسفر منكم إليكم؟

خيمة الأحباب

ولي رب سينصفني من (الأرباب)

أحس به، إذا ما ضعت، يرشدني إلى الأبواب

يقود خطاي، مبتسماً، ويغفر لي، بلا منّ ولا أسباب

إلهي ليس من تدعون، لكن خيمة الأحباب

2015/05/09

سأرتب الأمر

- جئت أستلم الأمانة

تذكرت كل الأخطاء والخطايا، وأنني لم أحسم بعد الكثير من التساؤلات، وأن قاربي ما زال يحمل غيري معي ..

- لست جاهزاً .. فعد في وقت آخر!

- لا أستطيع ف ..

- قلت لك انصرف الآن .. سأرتب الأمر مع من أرسلك فلا تقلق!

بائعة الزيتون

عجوز في السبعينات، اعتدت أن أراها تجلس قرب بسطة خضار وفواكه .. تبيع مرطبانات صغيرة من الزيتون الأخضر أو الأسود .. مررت اليوم فلم أرها في المكان الذي كانت تجلس فيه .. سألت عنها فقيل لي إن المرض أقعدها .. سألت عن (بيتها) ققالوا إنها تعيش في غرفة ..

- دلوني عليها!

قال لي شاب: أنا ابن جوزها، إذا بدك تعطيها مصاري بوصلهم إلها

- لا. شكراً. بدي أشوفها شخصياً

في المكان الذي وصفوه لي، سألت كهلاً عن عجوز تعيش لوحدها في غرفة ..

- آه والله. في هذيك الغرفة

وأشار إلى غرفة من الطوب الإسمنتي .. في فناء بيت من طابق واحد .. تحيطها بعض الأشجار المثمرة.

سألته: أنت بتقربلها؟

قال: كانت مرت أخوي زمان .. وهجرها.

وذهب في طريقه.

كانت غرفتها في حوش بيت لصاحب البسطة ..

- استأجرتها منه بخمسة وعشرين دينار، وبدفع له خمس دنانير كهربا

- كيف حالك يا حجة؟

- على ألله يا بنيي ..

أخبرتني أنها كانت مريضة جداً، وأنها ذهبت للطبيب، وأن كلفة علاجها بلغت 98 ديناراً، وأنها كانت تملك منها 78 ديناراً واضطرت لاستدانة عشرين ديناراً لتكمل تكاليف العلاج.

- بعدك بتبيعي زيتون يا حجة؟

- عندي شوي. اشتري مرطبانين الله يخليك عشان حق الدوا

لم أكن أنوي الشراء، ولكنني وجدتها فرصة لإعطائها بعض النقود دون أن أجرح مشاعرها ..

- الله يرزقك .. ألله ينجحلك ولادك، الله يستر ع بناتك، ألله ينصرك ع اللي بيعاديك .. بالله عليكم تفوتوا تشربوا كاسة شاي؟

- المرة الجاي يا حجة .. بنفوت وبنشرب شاي إنشالله

2015/05/07

أندبوري

- يعني إيه يا عمو كلمة أندبوري؟

- أندبوري .. حد محروم م الأساسي والضروري

أندبوري .. يعني يا بنتي حدا مالهوش صديق

أندبوري .. حد ممنوع حتى يمشي في الطريق

أندبوري .. حد ممنوع م الكلام

أندبوري .. حد ممنوع م الغرام

- بس يا عمو خلاص

كلنا يا عمو ذاك الأندبوري

2015/05/06

لا تذرفي أدمعاً

لا تذرفي أدمعاً تبكينه كذباً

لو كنت صادقةً لم تبكِ أو يغبِ

كم ظن همسك مصباحاً يضيء له

في عتمة الليل شارات لمقتربِ

وكم تحطم في الأمواج قاربهُ

فقاوم الموت بالذكرى ولم يَهَبِ

قد كنتِ محرابه يهوى الصلاة به

وكان أرجوحة للهو واللعِبِ

تباً، وسحقاً، لحب كان يزرعهُ

في رمل صحراءَ لم تثمر ولم تَهبِ

يا خالق الكون، هل في الكون متسعٌ

لهاربٍ من لظى الأشواق لم يتبِ؟

2015/05/02

صورة نمطية

الصورة النمطية للشخص (الوطني) هي: صوت عالي، كشرة، وسكين نذبح به من يخالفنا الرأي من شركاء الوطن .. ولذلك نستهجن من يناجي الوطن كمن يناجي حبيباً، بهدوء، ورقة، ونعومة، وابتسامة، وعينين يملؤهما الحنان والحنين.