كذاااب

مع احترامي؛ بس كلامك مش دقيق / لقد جانبت الصواب يا عزيزي/ إنت متأكد؟؟؟ / يا زم قول وغيّر / ... إلخ

كل ما سبق تعبيرات مؤدبة لها جميعها معنى واحد:

- كذذذذذذذذذذذذذذاااااااااااااااااااااب !!!

ثم ننسى

"الحرية لفلان الفلاني"

نقولها - في البدء - كل يوم

ثم كل أسبوع

ثم كل شهر

ثم .. ننسى

السحبة

ذات طفولة ..

الشاب الذي كان يحمل لوحة "السحبة" ذات البلالين ..

معظمها صغيرة، وبعضها متوسطة، وبالون أحمر كبير ..

كان يعلن عن قدومه إلى الحارة بزميرة يزمر بها فنتحلق حوله بالقروش القليلة التي كان يفترض أن نشتري بها سندويشة فلافل وكاسة شاي.

كل بالون من تلك البلالين له رقم ..

كانت أمنية كل منا أن يربح البلون الكبير

كان الشاب يأخذ من كل منا ما معه من القروش .. ندفعها قرشاً وراء آخر .. وفي كل مرة لا يحصل واحدنا إلا على بلون صغير ..

وتنتهي اللعبة وجيوبنا جميعاً خاوية .. وفي يد كل منا بلون صغير تافه ..

أما الشاب ، فكان دائماً يغادرنا بابتسامة ماكرة .. وبالبلون الأحمر الكبير .

كبرنا .. والشاب (تبع السحبة) صار مسؤولاً كبيراً.

وما زلنا ، حتى الآن ، نجهل (أو نتجاهل) أن الورقة التي تحمل رقم البلون - الطُّموح ، لم تكن أبداً في مرطبان الأرقام .. ولن تكون

ليمونة

عصر الليمونة ضرورة .. ومن واجبها أن تتحمل. فقد خُلقتْ لذلك

المموِّل والمموَّل

ابحثوا عن المموِّل، فهو أهم من المموَّل وأخطر؛ لأنه هو من يحدد الأهداف والغايات.

وما أنا من غزية

وما أنا من غزية ، ولا أغوي إذا غوت .. وراشد من يوم يومي :)

عن القهوة .. والدخان .. وحرية التعبير

على ذمة بعض المؤرخين، فإن سليمان "القانوني" سن قوانين حرّم فيها القهوة والدخّان. ولكن تلك القوانين لم تمنع الناس من شرب القهوة والتدخين سرّا، معرضين أنفسهم إذا اكتشف أمرهم إلى العقوبات التي نصت عليها تلك القوانين والتي كانت تصل إلى حد الإعدام.

ما أريد قوله : القوانين التي تستهدف تكميم الأفواه لن تستطيع ذلك، فالتعبير (حراً كان أم محظوراً) لا يفنى ولا يستحدث .. بل يتحول (كما المادة والطاقة) من شكل إلى آخر.

الخاير والماخوذ والشسمو

مرة .. إمي (الله يرحمها) كانت زعلانة مني عشان إشي لحد هسا مش عارف شو هو.

كنت أيامها حبّيب وبنحبْ .. وكنت سارح في قصيدة ناوي أدبلجها عشان أعطيها لبنت الجيران السمرا اللي كانت توقف ع بلكونة بيتهم والهوا يلعب بتنورتها القصيرة وتنورتها القصيرة تلعب بقلبي.

وفجأة انتبهت ع صراخ إمي : ولك يا غضيب صرلي ساعة بقلك قوم حط الخاير ع الماخوذ وهات الشسمو.

سألتها: هاه؟ شو يعني؟

قالتلي: ولساتك بتسأل؟

طبعاً أكلت كتلة .. وطارت القصيدة .. وفيما بعد طارت بنت الجيران السمرا اللي كانت توقف ع بلكونة بيتهم والهوا يلعب بتنورتها القصيرة وتنورتها القصيرة تلعب بقلبي.

نفس الإشي عم بيصير حالياً معانا .. لما الحكومة فجأة تسأل أي واحد فينا: ولك يا غضيب انت ما بتعرف انه ممنوع تكتب خاير ع الماخوذ وتجيب سيرة الشسمو؟؟؟

ملاك من السماء

بالزمانات ..

كنت قاعد في ساحة اتحاد الطلبة في بغداد ، وشايف الديك أرنب من الطفر .. واللي في جيبي ما بيكفي ثمن استكانة شاي ..

وفجأة نزل من السماء ملاك .. آه والله ملاك .. وقال: شباب مين بيحب يمثل كومبارس في مسلسل تلفزيوني تاريخي وبنعطيه خمس دنانير ع المشهد؟

طبعاً رحت .. ومثلت مشهدين .. وروّحت بعشر دنانير

والعشر دنانير أيامها كانت بتصرف ع الشب عشر أيام

المهم .. العشر دنانير راحوا بيومين أو ثلاث .. بتعرفوا .. أيامها كنا شباب .. والشباب يعني ضحك ,, ولعب .. وجد .. وحب

ورجعت أسترق النظرات إلى الشباب يشربون الشاي بالاستكانات .. وأشوف الديك أرنب .. وأنتظر هبوط ملاك من السماء

إن شئت تقتلني

إن شئتَ تقتلني فأنت محكّمٌ --- من ذا يطالب سيّداً في عبدهِ؟

هكذا تشدو فيروز فنطرب، ونردد وراءها كالببغاوات، ناسين أو متناسين أن المضمون أو المحتوى - وإن كان قد تم توظيفه هنا في إطار الهوى - يبرر ويشرعن ما هو في إطارات أخرى

زمن الشقلبة

الكل يعتبر زمن طفولته وشبابه هو "الزمن الجميل" وما بعد ذلك "زمن الشقلبة".

أنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا) لم أر زماني (صغيراً أم كبيراً) إلا "زمن الشقلبة".

وكلما قرأت تاريخنا - قراءة تسبر غوره ولا تقف عند التحسيس على قشرته الممكيجة - ازددت قناعة بأن تاريخنا كله هو (شقلبة بشقلبة).

ملاحظة : الاستثناءات - إن وجدت - لا تنفي القاعدة .. بل تعززها.

غربلة

بعد التقاعد، اكتسبت العديد من المهارات، ومن بينها الغربلة .

وكما هو معلوم، فإن الهدف من الغربلة ، هو التخلص من الشوائب، والإبقاء - فقط - على ما تتم غربلته صافياً نقياً .. فلا نفاجأ أثناء الأكل بما تخلصنا منه بالغربلة تحت أسناننا.

الأحداث التي يمر بها أي بلد، تغربل البعض.

نتمنى أن لا نفاجأ برؤيتهم فيما بعد في مراكز ومناصب .. وربما تكون أكثر أهمية وحساسية من تلك التي سقطوا منها عندما غربلتهم الأحداث.

نتمنى!