ذات طفولة ..
الشاب الذي كان يحمل لوحة "السحبة" ذات البلالين ..
معظمها صغيرة، وبعضها متوسطة، وبالون أحمر كبير ..
كان يعلن عن قدومه إلى الحارة بزميرة يزمر بها فنتحلق حوله بالقروش القليلة التي كان يفترض أن نشتري بها سندويشة فلافل وكاسة شاي.
كل بالون من تلك البلالين له رقم ..
كانت أمنية كل منا أن يربح البلون الكبير
كان الشاب يأخذ من كل منا ما معه من القروش .. ندفعها قرشاً وراء آخر .. وفي كل مرة لا يحصل واحدنا إلا على بلون صغير ..
وتنتهي اللعبة وجيوبنا جميعاً خاوية .. وفي يد كل منا بلون صغير تافه ..
أما الشاب ، فكان دائماً يغادرنا بابتسامة ماكرة .. وبالبلون الأحمر الكبير .
كبرنا .. والشاب (تبع السحبة) صار مسؤولاً كبيراً.
وما زلنا ، حتى الآن ، نجهل (أو نتجاهل) أن الورقة التي تحمل رقم البلون - الطُّموح ، لم تكن أبداً في مرطبان الأرقام .. ولن تكون