كم كان صندوق البوظة ثقيلا علي!
ولذلك فقد كنت أكثر من استراحاتي كلما صادفت ظل حائط يقيني لهيب شمس الصيف. وكنت بين الفينة والفينة أعد ما تجمع في جيبي من نقود ثمن البوظة التي أبيعها فتؤلمني ضآلته فأشد قامتي. وكنت إذا ما عضني الجوع بأنيابه أعود إلى أمي ..
”بقديش بعت يما؟“
أمد لها يدي بما كسبت فتلقي عليها نظرة خاطفة ولا تقول شيئا. ولكنها كانت في مثل تلك الأحوال ”تشتري“ لإخوتي مني. وعندما كانت تراني أسترق لهم نظرات الغيرة كانت ”تشتري“ لي مني. فيأكلون وآكل. ثم أنطلق في رحلات تكسبي من جديد.