لا يدري بالضبط ما الذي حصل له في تلك الليلة .. كل ما يذكره أنه كان حتى أمس طائر الحب الذي لم تنزل عينا رفيقته عنه لحظة واحدة منذ شهور طويلة ..
ولكنه في ذلك الصباح عندما استيقظ وقبل أن يفتح عينيه مد جناحه إلى حيث اعتادها أن تكون فلم يكن لها أثر. فتح عينيه على وسعهما. نظر يمينا ويسارا .. ليست موجودة. ظل في مكانه ينتظر ويترقب عودتها ولكن انتظاره امتد لآلاف من نبضات القلب وآلاف الزفرات ..
وأخيرا ظهرت .. ظنها قادمة نحوه فتقافز وهو يزقزق فرحا .. ولكنها تجاوزته متجنبة النظر في اتجاهه ..
ناداها فتجاهلت نداءه. لام نفسه إذ ربما كان صوته خافتا فلم تسمعه. نادى بصوت أعلى فالتفتت إليه ..
- ماذا تريد؟
- انتظرتك طويلا
- أنا لا أعرفك
- أرجوك .. ماذا تقولين؟
- أنت غراب. وأنا لم أعرف غربانا قط
- لست غرابا .. أنا طائر الحب الذي طالما تعلقت عيناك بعينيه وشفتيه
- لا أعرفك وكفى
نظر حوله فرأى بركة ماء .. طار إليها ووقف على حافة الماء ينظر إلى صورته باحثا عن ملامح غراب.