2010/01/09

السلفانا ومطرق الرمان

أما السلفانا فهي نوع من الشوكولاتة تعبأ في باكيتات واحدها يسمى ”سفط“. والسلفانا حلوى لذيذة للضيافة تقدمها ربة البيت لضيوفها مع فنجان القهوة لتكرمهم.

أما ربة البيت فكانت زوجة أبي الثانية. ضرة أمي الأولى. وكان اسمها تمام. وأما الضيوف فكانوا أهلها. وأما المناسبة فأظنها كانت ليلة العيد الكبير. ضيفت تمام أهلها ودحشت سفط السلفانا تحت السرير. وكان قريبا من يدي.

ولأنني أحب الشوكولاتة فقد طابت لي جيرة سفط السلفانا. ولم تفد معي جحرات تمام النارية. ولما كان النقاش ساخنا بين أبي وأنسبائه فقد كان جاهزا ليفش غله في. وفعلا، ما أن غادر ضيوفه البيت حتى شكتني تمام لأبي وأرته ما كان سفط سلفانا. وما أن سمع طرف الحكاية حتى أرعد وأزبد. وكانت شجرة الرمان على بعد فحجتين من باب البيت فلم تأخذ عملية قطع مطرق الرمان وتجهيزه الكثير من الوقت.

صددت المطرق الأول بيدي. وبينما أنا مشغول بالولولة من وجع الضربة الأولى جاءتني الضربة الثانية على مؤخرتي مشفوعة بشتائم أسمعها من أبي للمرة الأولى في حياتي. وقبل أن تصلني الضربة الثالثة كنت أعدو بسرعة لم أعهدها في نفسي من قبل.

ولم يكن تدبير مكان أختبئ فيه من والدي بالمسألة الصعبة. فقد كانت ليلة عيد. وكان السوق عامرا. فجلست في محل أحد الحلاقين أنتظر دوري للحلاقة. فغدا هو أول أيام العيد السعيد.

وكم كنت مؤدبا ومئثارا. فقد سمحت للكثيرين أن يأخذوا دوري.

وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل عندما دخل والدي محل الحلاقة. ويبدو أنه بحث طويلا عني. وظل طوال الطريق إلى البيت وهو يحاول طمأنتي إلى أنني لن أنال نصيبا آخر من ضربات مطرق الرمان