أفقت من النوم على شبح جاثم فوقي. ند عني صوت خائف خافت، فهمس الشبح كلاما فهمت منه أنها تطمئنني. وأنها قد جاءت تغلق (الراديو) الذي تعودت أن أنام وهو على صدري. وفي ظلام الحجرة أحسست بوجهها يقترب مني حتى التصقت شفتاها بشفتي، ولفحني لهيب أنفاس حارقة. ولسبب لم أعرفه توقفت فجأة طالبة مني أن أتبعها. كالمنوم تبعتها. وفي مكان قريب من المكان الذي انقضت علي فيه الوزات الثلاث هائجة لمرأى بنطالي الأحمر القصير، انقضت هي علي أيضا. لم يكن ثمة داع لأية كلمات .. فما كانت تريده أوضح من أن يحتاج إلى كلام. لم أكن أعرف من الحب إلا كلمات الأغاني ومن الأنثى إلا قصاصات ورق اقتطعتها من ”الموعد“ و ”الشبكة“ .. إلا أن الطبيعة كانت معلما قديرا .. وكنت تلميذا نجيبا .. وكلما كانت تفتح عينيها المغلقتين كنت أرى فيهما ارتواء عطش طويل.