2010/11/08

بداية ونهاية

رمتني وقاربي الأمواجُ على شاطئِ البحرِ .. كنتُ مجهَداً فرُحْتُ في إغفاءةٍ كإغماءةٍ .. وعندما أفقْتُ رأيتُ فوقَ رأسي شيخاً كلُّهُ جلالٌ ومهابةٌ ..

سألني مَنْ أنتَ فقلتُ عبدُ اللهِ .. سألني مَنْ أبوكَ فقلتُ عبدُ اللهِ .. سألني فمِمَّنْ أنتَ فقلتُ كلُّكمْ لآدمَ وآدمُ مِنْ ترابٍ ..

هزّ رأسَهُ وسكتَ برهةً

ثمَّ عادَ يسألُني ما علمُكَ فقلْتُ نفسي والقاربُ الذي يحْملُني والبحرُ الذي يحْملُهُ .. قالَ فكمْ تعْلمُ مِنْ ذلكَ كلِّهِ فقلتُ كما ترْجِعُ الإبرةِ مِنْ ماءِ البحرِ إذا أدْخلْتَها فيهِ .. فقالَ فإلى أينَ تذْهبُ قلتُ إلى لا مكانٍ وإنّما أنا أهْربُ مِنْ نهايةٍ أنا بالغُها لا محالةَ ..

مدَّ يديهِ فظننْتُهُ سيمْسحُ عنْ جبيني ما عَلِقَ بهِ مِنْ تعبٍ فأغْمضْتُ عينَيَّ .. وإذْ بي أسْمعُ صوتَهُ متلاشياً كصدى: لقدْ .. بلغْتَها .. يا .. بُنَيّ