2010/11/30

شخص آخر

اسمها معروف جدا في عالم التدوين .. قرأت لها إدراجا، فأعجبني، فكتبت تعليقا عاديا .. في ردها على تعليقي رحبت بي بحرارة .. كان عنوانها البريدي مدرجا على الصفحة الرئيسية في مدونتها، فتراسلنا، طلبت إضافتها على الماسنجر فوافقت. وتحادثنا لساعات طويلة لأسابيع ..بيني وبين نفسي كنت أستغرب لطفها معي وحميميتها وانطلاقها في الحديث والمزاح .. قلت في نفسي لعلها هكذا على سجيتها مع الجميع، أو لعلها تميل إلي ولا تصرح بذلك. ولكنني لم أجرؤ أبدا على محاولة معرفة السبب ..بعد أسابيع من تعارفنا وبينما كنا نتحادث بكل أريحية في كل شيء وفي اللاشيء سألتني: ما أخبار فلانة؟

بوغتت بسؤالها. فأنا لا أعرف فلانة التي سألت عنها .. أخبرتها بذلك فسكتت طويلا. وفجأة سألتني: لماذا تنكر معرفتك بها؟

أقسمت لها أنني فعلا لا أعرف الفتاة التي سألتني عنها.

- ألست فلان الفلاني؟

- نعم.

- ألم تكن تدرس في جامعة كذا سنة كذا وكذا؟

- لا. ولست من أبناء تلك الدولة ولم أدخلها قط.

- لماذا تنكر نفسك؟

- أقسم لك أنني لست من تتحدثين عنه.

- أنت جبان وكذاب وحقير.

وأطفأت الماسنجر .. أو هكذا ظننت.

انتظرتها كثيرا أن تظهر على الماسنجر .. راسلتها على إيميلها .. ذهبت إلى مدونتها وكتبت تعليقات هنا وهناك على إدراجاتها ولكنها تجاهلتني تماما ..بعد شهور طويلة من ذلك وصلتني منها الرسالة التالية على إيميلي: ”أنا أعتذر عن كل ما بدر مني. كنت أظنك شخصا آخر. لا تسألني من هو وماذا كان لي. ولا تحاول أبدا أن ترد على هذه الرسالة. أتمنى لك حياة سعيدة. وداعا“