كلما مررنا بخرابيش النور .. وإذا كانت الغزالة رايقة .. أنظر في مرآة السيارة إلى بناتي الجالسات في المقعد الخلفي وأقول:
- بابا .. هدول قرايبكم
في البداية ذهلت الفتاتان ..
- عنجد عنجد هدول قرايبنا؟
- اها ..
أصمت قليلاً لمزيد من الحرقصة للفتاتين .. ثم أضيف:
- بابا .. في إشي أنا وإمكم خبيناه عنكم ..
تتطلع الفتاتان إلي بانتباه وفضول شديدين ..
- الحقيقة .. أنا وإمكم لقيناكم ورا النور .. و .. تبنيناكم .. و .. ربيناكم ..
- عنجد بابا؟ يعني إنت مش بابا؟
- اها .. حتى .. إسألوا إمكم!
- ماماااااااااااا .. عنجد إنتو لقيتونا ورا النور؟
تدخل زوجتي في الدور ..
- آه يا ماما ..
- يعني إنتي مش إمي؟ وبابا مش بابا؟
- آه ..
تنبسط هنادي ..
- ياااااااااي .. ما أحلاها أصلاً عيشة النور
أما ديانا فتنفعل .. وتدمع عيناها .. زي اللي عنجد ..
تندمج زوجتي أكثر في الدور .. وتوجه سؤالها للفتاتين:
- طيب .. افرضوا النور إجوا وقالوا بدنا بناتنا .. بتقبلوا تروحوا معهم؟
تصهلل هنادي:
- آه .. ليش لأ .. أصلاً ما في أحلى من عيشة النور
أما ديانا فتنفجر فيما يشبه البكاء
- ما بقبل .. ما بقبل ..
أتذكر .. وجه أمي الأبيض يحمر غضباً عندما كان يرتفع منسوب الشقاوة في دمي:
- والللللله لأورررررررريك .. يا نوري! بيجي أبوك وبتشوف!
نظرت في مرآة السيارة إلى الفتاتين في الكرسي الخلفي .. كانت هنادي تنظر بإعجاب إلى الخرابيش الملونة .. وديانا تمسح زجاج نظارتها من بقايا الدموع ..