2009/04/01

11- فاصل .. أيضا وأيضا

ومن العقد النفسية لدينا نحن ذكور طيور غابتنا .. اعتقادنا بأن الأنثى كائن ناقص وضعيف .. يسهل اقتناصه .. وأكل حقوقه .. واحتقاره .. واستغلال طيبته .. واستثمار عواطفه وأحاسيسه ومشاعره والتلاعب بها ..

ولا أدري كيف نحكم .. ولا بأي ميزان نزن .. ولا بأي مكيال نكيل .. ولا بأي مسطرة نقيس

وواحدنا ينسى أو يتناسى أنه ما كان ليكون ما هو عليه لولا أن أنثى ما .. ضحت بنفسها أو بمالها أو بعمرها أو براحتها ليكون ما كان

فكم من أب لم يجد من يعينه في كبره وضعفه غير ابنته

وكم من أخ لم يجد من يأخذ بيده ليكون نفسه غير أخته

وكم من إبن أهمله أبوه فلم يجد من ينشئه ويربيه غير أمه

وكم من حبيب لم يجد من يسنده ويسانده غير حبيبته

ومع ذلك فقد كثر فينا الجحود وإنكار الفضل والمعروف

فمعظمنا لا يرى ولا يحب من الأنثى إلا ما ارتبط مباشرة بشهواته وغرائزه

فينتقل من شجرة إلى شجرة .. ومن غصن إلى غصن .. ليتصيد الإناث واحدة بعد أخرى ويتفنن في ابتكار الأساليب ..

فمن كانت متدينة فرش أمامها سجادة الصلاة وصلى

ومن كانت متحررة منطلقة تحرر أمامها وانطلق

ومن كانت متدفقة العاطفة جاراها في نظم القصائد

ومن كانت ذات ميول للمنطق والعقل ارتدى أمامها ملابس أفلاطون وأرسطو

فالحاجة أم الاختراع

والتمكنن حتى التمكن فلسفة العصر وحكمته