على هامش حكايات لا تنتهي، سألتني جلنار بعض الأسئلة .. وقد وعدتها بالإجابة عليها .. وأعترف بأن تلك الأسئلة صعبة وتحتاج إلى من هو أكثر مني علما وخبرة وتجربة .. كما تحتاج إلى ما هو أكثر من حكاية واحدة من هذه الحكايات.
خلاصة تلك الأسئلة – لمن لم يطلع عليها هناك – هي:
1- لماذا لا يرتزع ذكوركم في عش واحد مع أنثى واحدة بدل النطنطة والبصبصة من شجرة إلى شجرة ومن غصن إلى غصن؟
2- هل النطنطة والبصبصة وفراغ العيون شيء وراثي في الذكور يتوارثونه جيلا بعد جيل أم هو حالات خاصة لدى البعض؟
3- ما هو دور إناثكم في الموضوع؟ مع؟ أم ضد؟ أم لا مع ولا ضد؟
أما السؤال الأول فالإجابة عليه مضحكة مبكية .. إذ أن ضيق ذات اليد تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض في حين أن سعة ذات اليد تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض الآخر ..
هذه من زاوية الإمكانيات
أما من زاوية الاقتناعات فإن ضعف الاقتناع بالحاجة إلى عش تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض في حين أن شدة الاقتناع بالحاجة إلى أكثر من عش تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض الآخر ..
حيرتكم. أليس كذلك؟ ولكن الموضوع محير فعلا .. فكما يبدو أن السبب والسبب المضاد وأن الشيء وعكسه كلاهما يؤديان إلى نفس النتيجة .. أي النطنطة والبصبصة وفراغ العين ..
أما السؤال الثاني .. وراثي أم مكتسب؟ حالة عامة أم حالات خاصة؟ فأنا شخصيا لست من أنصار القول بأن السلوك الاجتماعي للطيور أو غيرها من مخلوقات الله هو شيء وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء كما ينتقل لون العيون أو الريش أو شكل المناقير والأعراف والمخالب .. بدليل أن طيور الغابات الأخرى التي عاشت وتعيش ظروفا أخرى مختلفة يختلف سلوك ذكورهم عن سلوك ذكورنا سواء في موضوع النطنطة والبصبصة أو غيره من المواضيع ..
أما السؤال الثالث فجوابه كالأول مضحك مبكي
فأما من شافت وفهمت ورفضت فأعلن احترامي التام لها
وأما من شافت وفهمت واضطرت للموافقة والسكوت فمعذورة لاضطرارها
وأما من شافت وما فهمت أو ما شافت وما فهمت وانطلت عليها الحيلة فمعذورة بجهلها وضعف بوصلتها فلها الله وتعاطف المتعاطفين أمثالي
وأما من شافت وفهمت وانبسطت وشجعت فلي منها موقف لا يختلف عن موقفي ممن مارس فعل النطنطة والبصبصة مع سعة ذات اليد .. سواء توفر الاقتناع بالعش أو تعدد الأعشاش أم لم يتوفر