2009/04/04

15- أسوار وجدران وحيطان نعناعة

نعناعة زعلانة مني .. ونعناعة نادرا ما تزعل .. ولكن نعناعة عندما تزعل تظل نعناعة .. يعني: تزعل زعلا هادئا وجميلا وعقلانيا ..

أما سبب زعلها فما ذكرته في الادراجين السابقين من هذه الحكايات من أنها تعمل بنشاط دءوب وهادئ على بناء أسوار وجدران وحيطان تفصلها عما حولها ومن حولها ..

وأما وجه اعتراضها فنقطتان: أولهما أن تلك الأسوار ليست بيني وبينها وإنما بينها وبين الآخرين من طيور غابتنا. وثانيهما أن تلك الأسوار ليست مرتفعة جدا .. فهي لم تصل إلى ضخامة سور الصين كما تقول ..

قلت لها: أما التذرع بأن تلك الأسوار ليست بيني وبينك وإنما بينك وبين غيري من طيور الغابة فأمر لا أوافق عليه ولا أقبله .. إذ أن موافقتي على هذه الصفقة تعني أنني نذل وأناني ولا أظنني كذلك .. فأنا أرفضها جميعها وإن لم تكن بيني وبينك ..

وأما أن تلك الأسوار ليست مرتفعة كثيرا، فالأسوار يا عزيزتي أسوار مهما كانت سماكتها أو ارتفاعها .. وهي جميعها بشعة وكريهة وبغيضة ومرفوضة وفاشلة وكئيبة. يستوي في ذلك ما تم بناؤه لأسباب أيديولوجية كجدار برلين .. وما بني لأسباب طائفية كالتي بنيت وتبنى في العراق لتقطع أوصال المدن المختلطة طائفيا هناك .. وما بني لأسباب عنصرية كجدران الفصل العنصري في فلسطين .. وما كان أسوارا اعتبارية كتلك التي قسمت لسنين وسنين بيروت إلى بيروتين شرقية وغربية ..

كل تلك الأسوار .. الحقيقية والاعتبارية .. كلها على الإطلاق كانت بشعة وكريهة وبغيضة ومرفوضة وفاشلة وكئيبة. وكلها إما أنها هدمت أو أنها في طريقها إلى الهدم يوما ما ..

فهل بعد ذلك لا زلت تريدين بناء تلك الأسوار؟