اجتمع القوم على صوت أزعج نوم البعض وتهامس البعض الآخر وسرحان البقية ..
التفت إليهم المصلوب جورا على باب الكعبة قائلا: لا تخشوا شيئا يا قوم .. فالصوت الذي سمعتموه ليس إلا ضراطا .. ألم تشموا الرائحة؟
اجتمع القوم على صوت أزعج نوم البعض وتهامس البعض الآخر وسرحان البقية ..
التفت إليهم المصلوب جورا على باب الكعبة قائلا: لا تخشوا شيئا يا قوم .. فالصوت الذي سمعتموه ليس إلا ضراطا .. ألم تشموا الرائحة؟
لم تبدأ حياتي ..
بدخولك فيها
ولن تنتهي ..
بخروجك منها
كم أحب قلبي ..
الذي يخرج دائما ..
كطائر الفينيق
منتصرا على الحريق
الحب كذبة كبيرة:
إكتشاف متأخر
مرارته ..
لا تعادلها ..
إلا مرارة اكتشاف ..
أننا على الرغم من معرفة ذلك ..
فنحن ..
على استعداد دائم ..
للوقوع فيه
الله يمسيكي بالخير يا إمي ..
بعرف إنك زعلانة مني كثير .. وما بلومك يا إمي .. صارلي زمااااااان ما زرتك .. ما عشبت الترابات اللي على قبرك .. ما صبيت قزازة المي على طول القبر .. وما قريتلك ياسين وقصار السور ..
من زمااان يا إمي ما شكيتلك همي
ومن زمان ما روحت وصوتك كأنو بذاني: روح يا إمي الله يفرج همك ويشرح لك صدرك ويعطيك تا يرضيك ..
هانت يما .. قربت وحياة عيونك .. جهزيلي يما كل اللي عارفتيني بحبه وعندكم منه ..
جاي يما قريب
جاي يما
لم يضربني أبدا يا سيدي القاضي .. لم يشتمني .. ولم يوجه لي أبدا أي كلمة نابية .. كان دائما حنونا رقيقا شفيقا .. وكنت أهرب إليه من غضبات أمي .. وفي تلك الليلة يا سيدي عندما أفقت من نومي مذعورة وقلبي يرفرف كطائر ذبيح لجأت إلى فراشه ليضمني إلى صدره ويحضنني بحضنه .. لم أكن أعلم يا سيدي أنه سيشدني إليه بقوة أكثر مما يجب .. ويقبلني بحرارة أكثر مما يجب .. ولم أتوقع كل ما حدث بعد ذلك يا سيدي .. لأنه .. أبي.
.. وبعد أن كسرت سيفي، وخلعت من قدمي بسطاري ولبست خفي، لقناعتي بأن حملهما قلة عقل، ودلالة لا تقبل الدحض على السفاهة والجهل، والتحقت بأم العيال، لأظفر منها بالخلفة وبعض الدلال، اندمجت في قوانين السوق وتخلقت بأخلاقه، حتى صرت ممن يشار إليهم بالبنان من أركانه وطراقه. وبعد أن كنت مضرب المثل في المعارضة، صرت لا أجارى في الموالاة والقدرة على المفاوضة. فاطمأنوا لي وصنعوا لي كرسيا وأجلسوني عليه، وتفننت من ساعتها في إخضاع من تجرؤوا عليهم وعليه.
ولكن الزمان لا يؤتمن، ومن كانوا مثال الخنوع خرج من أصلابهم صبيان قلبوا لي ظهر المجن. وامتلأت الساحات والشوارع، بأناس جاؤوا من الجامعات والمزارع والمصانع، وكلهم يطالبني بالرحيل، فهل ينفع التسويف والتأجيل؟
في هذه الليلة من ليالي الكوانين، فعلت كل شيء من شأنه أن يجلب الدفء:
أشعلت المدفأة .. أغلقت النافذة، أنزلت الأباجور والستارة ـ تدثرت بحرامي صوف .. ومع ذلك .. فإن قلبي لا يزال يرتجف .. كذلك العصفور الواقف في الريح على أسلاك الكهرباء ..
أمسكت هاتفي وأرسلت لها رسالة قصيرة: ”متى ستدفئني همستك؟“
على الإشارات الضوئية لدوار فراس توقفنا كما نتوقف كل يوم لدقائق .. هي فرصة للبحث بالعيون عن لابسات الفيزون .. وممازحة بائع العلكة المضطر للضحك على كل نكاتنا البائخة ..
اليوم افتقدته .. بحثت عنه بعيني فلم أجده .. ولكنني رأيت مئات من حبات العلكة المتناثرة على الإسفلت وقد سحقت بعضها عجلات السيارات العابرة.
.. وبينما أنا أصعد درجات السلم إلى بيتي رأيت وجوها لأناس أعرف وجوههم ولا أعرف أسماءهم .. وصلت الباب فمددت يدي إلى مقبضه لأفتحه فاخترقت يدي الباب .. أتبعتها بقدمي اليمنى فاليسرى فجسدي كله فلم يحل الباب ما بيني وبين الدخول .. كان في البيت خلق كثير أعرف بعضهم ولا أعرف بعضهم ..
- السلام عليكم!
لم يرد سلامي أحد
- من أنتم وماذا تفعلون هنا في بيتي؟
لم يجبني أحد .. بل لم يلتفت إلي أحد ..
دخلت غرفتي .. كنت مسجى هناك على سريري .. وقد جلست ابنتاي على طرف السرير وزوجتي على الطرف الآخر!
فزعت .. خرجت من الغرفة إلى الصالة .. كان بعضهم يتشاغل بمسبحة في يده وبعضهم ينظر إلى ساعة الحائط المتوقفة منذ شهور ..
أجفلت عندما قال أحدهم وكأنما يوبخ البقية: ”وحدووووووه“
كنت دائما ..
أعتقد أن الحب لا يتحول إلى كره
لقد كنت مخطئا
فالإساءة ..
قادرة على تحويل أي حب ..
إلى كراهية ..
بحجم الإساءة ..
وعمقها
بعد أن ضربته لشهور موجة جفاف .. لبس رداءه مقلوبا .. وخرج أشعث أغبر إلى الصحراء .. رفع يديه إلى السماء .. وهتف بأعلى صوته: ياااا رب .. نصا واحدا .. نصا واحدا فقط .. يا أرحم الراحمين يا ألله!
ليلتها، رأى نفسه والكلام يخرج من فمه متدفقا غزيرا كسيل عرمرم .. وكان الناس يصنعون بالطواري أقنية ليسترفد كل منهم لحقله ما يكفيه من الماء.