2014/02/20

Fuck You, Idiot!

بعد غياب عن النت استمر أسبوعا كاملاً، ها هي الآن، صديقتي الأمريكية، على النت، إنها أونلاين، فإلى يمين اسمها تضيء دائرة صغيرة خضراء مع كلمة Web باللون الأخضر أيضاً ..

انتظرت أن تنبثق على شاشة حاسوبي نافذة الدردشة، وأن تبادر هي إلى تحيتي كما كانت تفعل دائما: ”Hello sweety“ ..ولكن ذلك لم يحدث .. قلت في نفسي: ”لعلها بعيدة عن حاسوبها .. لعلها في المطبخ، أو الحمام، أو لعلها نائمة، أو ..“

ولكن سرعان ما رأيت لايكاتها وتعليقاتها على مشاركات أصدقائها .. قلت في نفسي: ”يعني شو راح تخسر إذا بادرت حضرتك بالحكي؟“ .. استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. وبسملت .. و

- Hello sweety

قال الفيسبوك إنها رأت رسالتي .. أما هي فلم ترد ..

انتظرت .. مرت دقيقة .. ثم دقيقة أخرى .. ثم دقيقة ثالثة ..

- Hellooooo!!! Anybody there???

مرة أخرى .. قال الفيسبوك إنها رأت رسالتي .. ولم ترد

.. بدأت بكتابة كلام طويل مليء بالعتاب والتساؤل عن سبب غيابها لأسبوع كامل .. وعن سبب تطنيشها للتحية والسؤال .. ولكن .. قبل أن أكمل ما أردت قوله .. قال لي الفيسبوك: ”فلانة تكتب ..“

مسحت كل ما كتبت انتظاراً لانتهائها من الكتابة وظهور رسالتها على شاشة حاسوبي .. في الحقيقة لم أمسح ما كتبت، بل قمت بقصه واحتفظت به .. فقد أحتاجه .. حسب ردها .. وحسب مجريات الحوار .. احتفظت به لكي أعمل له (بيست) إذا لزم الأمر ..

ولكن الفايسبوك توقف فجأة عن إخباري ”فلانة تكتب ..“ .. ورأيت لها، مرة أخرى، لايكات جديدة، وتعليقات جديدة، على مشاركات أصدقائها .. هذه المرة كانت ضحكاتها أطول .. وكانت حافلة بالكثير من ال(سمايلي فيس) .. بعضها كان يخرج لسانه .. أحسست أنها تخرج لسانها لي .. لي أنا .. كأنها تقول لي: ”إنني أخرج لساني لك أنت .. نعم .. لك أنت .. وليس لأي شخص آخر“ ..

استشطت غضباً .. فقد شعرت، كأي شرقي، أن رجولتي قد مسح بها البلاط .. وليس أي بلاط .. بل .. وتحديداً .. بلاط هارون الرشيد (الذي هو أنا) .. هارون الرشيد الذي تقمصت شخصيته كما وصلتنا في حكايات ألف ليلة وليلة .. استشطت غضبا عندما تذكرت أنها أمريكية .. وأنني عربي .. وأن بغداد كلها .. وليس بلاط هارون الرشيد فقط، قد مسح بها (ربع) هذه الأمريكية بلاط حماماتهم في أبو غريب والمنطقة الخضراء.

- اسمعي أيتها الأمريكية المتعجرفة ..

كتبت ذلك .. وتوقفت قليلا .. هل تسرعت؟ أليس من الممكن أن هذا الإنترنت اللعين قد أصابه خلل لعين فحجب عني كلاما جميلاً كتبته لي؟

لوهلة، أحسست بالندم. تمنيت أن يكون ذلك خلل تقني في الإنترنت .. وتمنيت أن يحجب نفس الخلل كلماتي الأربعة الأخيرة ..

- Fuck You, Idiot!

صعقت .. يا إلهي! هذه الشتيمة .. لي أنا؟ لهارون الرشيد؟

بدأ هارون الرشيد بكتابة رده على تلك الشتيمة .. كان يكتب بغزارة .. بغزارة القنابل الأمريكية التي أسقطتها طائرات ربع تلك الأمريكية على رؤوس أطفال بغداد الذين كانوا في ملجأ العامرية .. وبغزارة القنابل الأمريكية التي أسقطتها طائرات ربع تلك الأمريكية على رؤوس أطفال غزة .. قال هارون الرشيد أشياء كثيرة .. ولكنه قبل أن يضغط على زر الإرسال على لوحة مفاتيح حاسوبه .. كانت قد عملت له (بلوك) .. وبقيت كلماته المتأججة على شاشة الحاسوب اللعين.