جارنا - أبو العبد - (ما شاء الله يعني) .. و .. (اللهمّ لا حسد) .. العدّة عنده فلّ الفلّ .. ومع أنّه تجاوز السّبعين من العمر إلّا أنّه لا يتعب ولا يكلّ ولا يملّ .. تزوّج أمّ العبد في الخمسينات .. قاللها: ”يالله نبتع؟“ قالتله: ”نبتع .. شو ورانا؟! .. البتع لا هو عيب ولا حرام!“ وبتعوا .. فجاء عبد النّاصر .. وقبل أن (تربعن) كانت حاملاً بجمال .. ثمّ جاء عبد الحكيم ..
ولكنّ حرب الأيّام الستّة قلبت أشياء كثيرة .. وكان فيما قلبته أنّ أبو العبد اضطرّ لاستبدال خيمته في طولكرم بخيمة أخرى في البقعة ..
- ”شو يا إمّ العبد؟“
- ”شو يا أبو العبد؟“
- ”والله شكلو بتعنا مش نافع .. شو رايك نبتع؟ بلكي زبطت معانا هالمرّة؟“
- ”نبتع يا أبو العبد .. ومالو ..“
وبتعوا .. هذه المرّة جاء ياسر .. ونصر .. ونضال .. وكفاح .. وتحرير .. امتلأت الخيمة بالأولاد والصّبايا .. فكان لا بدّ أن يستبدل أبو العبد خيمته ببرّاكية .. فيما عدا ذلك لم يتغير شيء ..
في أواخر السبعينات تهلل وجه أبو العبد .. اقترب في ليلة شتائية من أم العبد ..
- ”حجة؟“
- ”ها يا حج؟“
- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“
- ”وشو عليه يا حج ..“
هذه المرة جاءت آية الله ..
- ”حجة؟“
- ”ها يا حج؟“
- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“
- ”وشو عليه يا حج ..“
هذه المرة جاء صدام ..
- ”حجة؟“
- ”ها يا حج؟“
- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“
- ”وشو عليه يا حج ..“
هذه المرة جاء نصر الله ..
- ”حجة؟“
- ”ها يا حج؟“
- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“
- ”وشو عليه يا حج ..“
توفيت أم العبد .. ولكن أبو العبد لا يزال متشبثاً بالأمل .. تزوج مرة أخرى .. كانت ليلى .. صبية في عمر أولاده ..
- ”ليلى؟“
- ”ها يا حج؟“
- ”يالله نبتع؟“
- ”بتقدر؟“
- ”أنا اللي بقدر! .. باااااطل!“
هذه المرة جاء ياسين .. ولكن ياسين لم يكن محبوباً من أشقائه .. وفي الحقيقة لم يستطع أبو العبد أن يجمع شتات أبنائه .. فقد ذهب بعضهم إلى الخليج .. وبعضهم قضى في أم المعارك .. وبعضهم ذهب في صراعات الأخوة هنا أو هناك .. وعندما أصبح استمرار حياته مع ليلى متعذراً .. تزوج سوسو ..
- ”سوسو؟“
- ”ها يا حج؟“
- ”يالله نبتع؟“
- ”بتقدر؟“
- ”ولوووووووو!“
جاءت نانسي .. ثم هيفاء .. ثم أليسا ..
لم يفقد أبو العبد الأمل إطلاقاً ..
قبل قليل رن جرس الباب .. كان أبو العبد ..
- ”مرحبا يا جار“
- ”يا هلا بأبو العبد! فوت ..“
- ”شكراً .. عامرة انشالله .. مستعجل والله .. بس هاظ كرت فرح .. فرحي الخميس الجاي .. مش ما تيجيش هه .. بزعل كثير والله ..“