أما (الشعشبون) فهو العنكبوت (بالعربي) أو الـ spider (بالإنجليزي) .. وأما (السكف) فهو (السقف) بلهجة بعض مناطق فلسطين .. وهكذا فإن (شعشبون ع السكف) هي إن تفاصحنا وفصحناها هي (عنكبوت على السقف) ..
طب شو يعني؟ .. شو بدك تحكي بالضبط؟
أيوااااااااااااان .. سألتوني مش هيك؟
هاظ، والحكي للجميع، بالزمانات، كان في معسكر مرمي في الصحرا، وكانت طبعا الحراسة بالليل مناوبة .. كل واحد يمسك الخفارة ساعة او ساعتين او ثلاث ساعات (ع هوا عدد العسكريين اللي في المعسكر هديك الليلة) ..
وعلشان يقدر أي واحد يدخل للمعسكر لازم يكون عارف (سر الليل) .. وسر الليل هو كلمة أو أكثر لازم تكون متطابقة مع سر الليل الموجودة مع الشخص اللي واقف في الحراسة .. يعني إشي زي الباسوورد تبع الكمبيوتر أو تبع الفيسبوك ..
المهم .. كان العسكري (س) في الحراسة .. خلصت مناوبته .. ففات على المهاجع تيصحي العسكري (ص) اللي دوره وراه بالحراسة .. صحي (ص)، حمل بندقيته، وسأل (س) وهوه مغمض من النعاس:
- شو سر الليل؟
- شعشبون ع السكف.
التقط (ص) سر الليل وهو ما يزال نصف نائم .. وخرج ليستلم الحراسة ..
لم تكن شعشعبون ع السكف هي سر الليل الحقيقي .. ولكنها نوع من تخفيف الدم الذي كان (س) يحب أن يقوم بها من وقت لآخر ..
سأدعكم تتخيلون ما يمكن أن يحدث إن مر شخص وطلب منه (ص) سر الليل .. فلا(ص) يعرف أن سر الليل الحقيقي مش شعشبون ع السكف .. ولا أحد من خلق الله - غير (س) - يعرف أنه لازم يقول شعشبون ع السكف لكي يسمح له (ص) بالمرور الآمن ..
الوضع العربي عموما .. والفلسطيني خصوصاً .. هو تجسيد لهذه المعضلة .. فلا أحد غير التنظيم المجهول الذي قام باختطاف وقتل الأولاد اليهود الثلاثة يستطيع أن يفهم لماذا قاموا بذلك .. ولا أحد يستطيع أن يجيب على سؤال أم الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير (مثلاً) على سؤالها الملح:
”لماذا قتل ولدي؟“