ما حَكَّ جلْدَ امْرئٍ إلّا أظافرهُ
وليسَ ينفعُهُ جارٌ بِهِ جربُ
ولا ارْتوى ظامئٌ إلّا بما احتملَتْ
قرابُهُ حينما تخْتانُهُ السّحبُ
فكيفَ مَنْ صارت الصّحْراءُ موطنَهُ
وكانَ جيرانهُ قوْماً بِهمْ عطبُ
يرْمونَ خيراتِهمْ في حجْرِ زانيةٍ
شقْراءَ قدْ لوّنتْ أجفانَها الحقبُ
أعْرابُ لا ترْتجى منْهمْ مناصرةٌ
إذا الشّقيقُ تنادى أيّها العربُ
تدثّروها عباءاتٍ مقصّبةً
بلا إلهَ سوى كأسٍ بها شربوا
يا يتْمَ غزّةَ لا ترقبْ مؤازرةً
هُمُ البغاثُ إذا اسْتأزرْتَهمْ هربوا