2010/08/13

الحق على مين

على الرغم من أننا في رمضان .. شهر الصوم والغفران .. إلا أن القنوات الفضائية، وبالأخص منها العربية، تصر أن تستثمر هذا الشهر باعتباره فرصة لا تعوض لزيادة الإيرادات، عن طريق استجلاب الكثير من الدعايات والاعلانات، والأفلام والمسلسلات، والبرامج المتخصصة بالمأكولات والمشروبات.

وبدلا من أن يعيش الصائمون والصائمات أجواء رمضانية إيمانية يسودها الخشوع، إلا أن النتيجة المتحققة هي شعورهم بالمزيد من الجوع.

فمن فتافيت، القناة التي لا هم لها إلا البطون، إلى كل القنوات، التي حرصت على التعاقد مع أشهر الشيفات، ومن الحديث عن أطيب الوجبات إلى الحديث عن أشهى المقبلات إلى الحديث عن ألذ الحلويات يتنقل الصائمون والصائمات.

وما أن ينتهي أذان المغرب حتى تتحول القنوات من مطابخ إلى مسابح أو مسارح .. فتعرض بدلا من الشيفات كما هائلا من المذيعات والممثلات والراقصات اللواتي يتنافسن في عرض الأزياء التي تكشف من الأجساد أكثر مما تستر ..

وفي الوقت الذي يضع المشاهد الحق على المسؤولين عن القنوات الفضائية، يدافع المسؤولون عن القنوات الفضائية بقولهم إن الحق على المشاهد. لأن القنوات الفضائية هي بالنهاية تجارة، ولأن التجارة شطارة، فهم مضطرون لأن يقدمون للمشاهد ما يرغب بمشاهدته.

ويبقى السؤال قائما .. الحق على مين؟