أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً يفتخر به على العرب، ووقع اختيار النعمان على مهندس رومي يدعى سنمار لتصميم وبناء هذا القصر.
استدعى النعمان سنمار وكلفه ببناء القصر. ويقولون إن سنمار استغرق في بناء هذا القصر عشرين سنة. ولما انتهى سنمار من بناء القصر، وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه جاء النعمان ليعاين البناء. ثم بعد محادثة قصيرة مع سنمار، أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار جثة هامدة. ويزعم كتاب السير أن سنمار قال للنعمان: أما والله لو شئت حين بنيته جعلته يدور مع الشمس حيث دارت. فسأله النعمان: إنك لتحسن أن تبني أجمل من هذا؟ ثم أمر برميه من أعلى القصر. ويقولون أن سنمار قال له: إني أعرف موضع آجرة - يعني حجرة أو طوبة - لو زالت انقض القصر من أساسه! فقال له: أيعرفها أحد غيرك؟ قال: لا. قال: لأدعنها وما يعرفها أحد فأمر به فقذف به من أعلى القصر فقضى. وأياً كان السبب فهذا هو جزاء المعروف عند هذا الملك.
يتعامل الكثير من الرجال مع زوجاتهم تعامل ذلك الملك مع ذلك المهندس. فبعد أن تفني الزوجة عمرها وتذبل زهرة شبابها في خدمة الزوج وتربية أولاده تفاجأ بزوجها وقد أحضر لها من عالم الغيب ضرة لا تتقن من أمور الدنيا إلا الدلع والغنج، لتسطو على قلب الزوج وماله ولا تبقي للزوجة الأولى التي بنت حياة الزوج وهندستها سوى الآلام والمرارة.
ترى، كم امرأة في مجتمعنا لاقت أو ستلاقي من زوجها جزاء سنمار؟