2010/08/30

كل رمضان والتجار فقط بخير

لا أذيع سراً عندما أقول بأن معظم الزوجات لا يفضلن وجود أزواجهن معهن بينما يقمن بالتسوق وشراء حاجيات البيت. والسبب بسيط جدا وليس له علاقة كما قد يخطر ببال القارئ للوهلة الأولى بالفكرة المشاعة عن إسراف النساء في مقابل (اقتصاد) الرجال .. ولكن لأن الرجال يحلو لهم التدخل بطريقة (إنتي شو بيفهمك) و (أنا الرجال واللي بدي اياه هو اللي لازم يصير) مع كل شيئ تمتد إليه يد الزوجة لتتناوله من على الرف وتضعه في سلة المشتريات ..

والنتيجة النهائية لمثل تلك التدخلات هي إما العودة إلى البيت بمشتريات تختلف تماما عن الإحتياجات الحقيقية للبيت نوعاً وكماً .. وإما جدالات حامية الوطيس تسترعي انتباه البائعين والمتسوقين الآخرين. ولما كانت كلمة الرجل (مش لازم تنزل ع الأرض) فغالبا ما تكون النتيجة الأولى لا الثانية ..

ما يحدث في أسواقنا في كل رمضان بين التجار والمستهلكين شيئ شبيه تماما بما يحدث بين الأزواج وزوجاتهم عند كل تسوق .. فدائما يرفع التجار أسعار كل شيئ .. ودائما ترتفع أصوات المستهلكين عبثا بالصراخ من أوجاع الغلاء ويضطرون إلى الرضوخ غلبا وضعفا إلى رغبات التجار وقراراتهم التي لا تجد رادعا لا من دين ولا من ضمير ولا من حكومة تقول للأعور أنه أعور بعينه ..

وكل رمضان والتجار (فقط) بخير