2010/08/16

أم علي

أم علي .. جارتنا العزيزة اللزيزة .. لا يمكن أن يمر يوم دون أن تكون مادة طازجة للحديث بين الجارات .. فهي، ولله الحمد، قادرة على أن تكون بتصرفاتها مصدر إزعاج للشرق الأوسط بكامله لا لحارة صغيرة مثل حارتنا ..

فمرات تدب فيها الهمة فتشطف البيت غرفة غرفة، بل وتشطف سطح بيتها كذلك، وكلا المائين، ماء شطف غرف البيت وماء شطف السطح، تصر على أن تستمتع بهما الزاروبة التي تشكل المدخل الوحيد لها ولنا ولسكان الحارة جميعاً .. فنمشي عائدين مساءً إلى بيوتنا ويد واحدنا ترفع أطراف ثيابه لكي لا يطالها بلل من نهر الماء المصوبن، ويده الأخرى تحاول غلق أنفه في محاولة للهروب من الروائح العابقة ..

ومرات تشفق على أبي علي من أن يتعب في حمل أكياس الزبالة من بيتها إلى الحاوية القريبة الموجودة على الشارع الرئيسي أسفل الدرج المؤدي إلى حارتنا .. فتضعها على مدخل العمارة هدية لسكان العمارة وزوارهم ..

ومرات تتفاعل مع أزمة الغلاء فتوفر ثمن أكياس الزبالة السوداء وتضع نفاياتها في أكياس بلاستيكية صغيرة رقيقة لا تصمد أمام مخالب قط رضيع .. وسرعان ما نجد محتوياتها متناثرة هنا وهناك كمعلم سياحي جميل يميز حارتنا العريقة ..

أم علي العزيزة: طبعا لن أقول لك إن ما تفعلينه لا سمح الله يشكل مكرهة صحية قد تسبب انتشار الأمراض والأوبئة .. ولن أقول لك إن هذه التصرفات تعتبر إهانة وقلة تقدير للآخرين .. ولن أقول لك إن شكل الحارة ورائحتها وسمعتها قد تصبح لا سمح الله على كل لسان .. ولكنني أقول لك إنني (بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن كل جاراتك المحبات لك والمبغضات .. الراضيات والكارهات) .. أتبرع بأن أشتغل لك عاملة نظافة .. بشكل يومي .. ومجانا ..

فقط إرحمينا من هداياك الجميلة هذه يرحمنا ويرحمك الله