تصحو من النوم .. تحس بالرغبة في العودة إلى النوم .. ولكنك تقاوم ذلك الإحساس (لأن عليك أن تسعى في مناكبها لتأكل من رزقه) .. تفتح عيناً واحدة نصف فتحة .. تحرك الماوس (لترفرش) شاشة اللابتوب لتعرف كم الساعة الآن .. ولكنك لا تستطيع تمييز الأرقام الصغيرة .. تمد يدك اليمنى لتبحث عن نظاراتك على راسية التخت و (الكومودينة) .. تجدها بعد تخبيطات خفيفة على راسية التخت .. تلبس نظاراتك وتوسع فتحة عينك قليلاً .. اللعنة! السابعة إلا عشرة دقائق! معك ربع ساعة فقط لكي تذهب إلى الحمام وتحلق وتعمل كاسة 3 في 1 وتشربها وتبدل ملابسك وتمشط (الكشة) وتبحث عن النظارات وباجة الدوام والمحفظة والموبايل والمفاتيح وباكيت الدخان والولاعة وتضع كل ذلك في جيوبك وتركض إلى حيث يجب أن تكون واقفاً عندما يمر الباص الذي سيأخذك إلى العمل!
في الساعة السابعة وسبع دقائق بالضبط كنت جاهزاً .. ومشيت (كجلمود صخر حطه السيل من علٍ) إلى باب الشقة .. حيث تقابلت مع زوجتي وهي تخرج من باب المطبخ
- وين يا مسهّل؟!
- ع الشغل. متأخر. ليش ما صحيتيني؟
أطلقت زوجتي ضحكة عالية .. وقفت و (بنجت) .. نظرت إليها بعينين تملأهما الدهشة والتساؤل.
- طيب روح جيب خبز قبل ما يأذن المغرب عشان نفطر!
- يأذن المغرب؟ نفطر؟
أطلقت زوجتي ضحكة ثانية .. فصحصحت!