2014/09/26

جدران وقلوب

على جانبي الطريق الصحراوي، اللاهث من العقبة جنوباً إلى عمان شمالاً، تترامى - هنا وهناك - أنقاض بيوت قديمة من الطوب، غرفة غالباً .. أو غرفتان أحياناً، أرضياتها من تراب، لا سقوف لمعظمها، بلا أبواب ولا شبابيك، مجرد جدران أربعة، تدير ظهرها للطريق، ويلوذ بها عابرو السبيل ..

على بقايا جدرانها قد ترى قلوب حب، رسمتها - بحجر من حجارة الصحراء - أيدٍ مراهقة، تخترقها سهام، وعلى جانبي كل سهم منها كتب - بخط رديء - اسمان: أحدهما لفتاة، والآخر لشاب .. تلك القلوب والسهام والأسماء - ربما - هي كل ما تبقى من قصة حب، عاشها - أو توهمها - شاب أو فتاة، مر - أو مرت - من ذلك المكان، قصة حب ربما نسيها أبطالها، ولم تعد تتذكرها سوى جدران آيلة إلى السقوط ..

اكتبوا حكاياتكم على أي جدار تصادفونه .. فسوف تتذكرها تلك الجدران حتى عندما تنسونها أنتم .. أو ينساكم أحباؤكم.