بعناد عجيب أتعمد أن ألبس قميصي بطريقة تخفي الحزام .. وأرفض أن أصلي جماعة مع زملاء العمل لأن ذلك يعني أن أضطر لخلع الحذاء .. وأصر على أن لا يكتب لي الطبيب أية حقن وأن يستبدلها بالأقراص أو الكبسولات ..
وفي كل صباح، في تلك الدقائق العشرين التي أنجز فيها كل الفعاليات الصباحية (من ذهاب إلى الحمام، وتمشيط الكشة، وتبديل الملابس، ومحاولة احتساء ما تيسر من كاس النسكافيه، الخ .. الخ .. الخ) .. أتخذ قراراً تاريخياً .: (على القبضة) سأشتري زوجاً جديداُ من الجوارب بدلاً من هذه الكرات المهترئة والممتلئة بالثقوب .. وطقماً من الغيارات الداخلية بدلاً من هذه الأسمال البالية .. وحزاماً جديداً بدلاً من هذا الحزام الذي تزداد فيه التشققات كل يوم ..
هل قلت (على القبضة)؟ .. نعم .. أحاول أن أقنع نفسي بذلك .. وبأنني (فقط) قد نسيت!